تمكَّن -بفضل من الله- فريق طبي من قسم جراحة العظام والمفاصل بمستشفى الملك خالد التابع لتجمع تبوك الصحي من إنقاذ ذراع شاب في العشرين من العمر، تعرَّض لحادث مروري مروِّع أدَّى إلى فقدان تام للنصف البعيد من عظم العضد في الذراع اليمنى بطول 12 سم، مع تهشُّم شبه تام لمفصل المرفق الأيمن. وقال الفريق الطبي بقيادة استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور أحمد إسماعيل الحيجي: "إنه عند وصول المريض إلى طوارئ المستشفى، تم إجراء الإسعافات الأولية والفحوصات الإشعاعية، كما تمت دراسة الحالة التي تُصنَّف على أنها بتر جزئي وفقدان تام للذراع

والمرفق الأيمن بطول إجمالي 14 سم. وعلى ضوء ذلك، اقر الفريق الطبي بأن الحالة استثنائية وتحتاج إلى علاج مبتكر، وتم شرح طبيعة الإصابة للمريض وذويه، وتفهمهم للإصابة." وأوضح الدكتور الحيجي: "بعد استكمال التحضيرات الطبية اللازمة والمناسبة لهذه الإصابة غير المسجَّلة طبياً، تم إدخال المريض على الفور إلى غرفة العمليات، حيث أُجريت عشر تدخلات جراحية متواصلة، شملت استئصال ثلثي عظمة الشظية من الساق اليمنى واليسرى، ثم إعادة بناء وترميم مفصل المرفق لكل من عظمة الزند والكعبرة اليمنى، بالإضافة إلى إعادة ترميم مفصل المرفق الأيمن من جهة الذراع. كما تم إعادة بناء عظم الذراع الأيمن بمسافة 12 سم من خلال استخدام عظمتي الشظية اليمنى واليسرى بديلاً عن العضد المفقود، وتحويل شكلهما من عظم ساق إلى شكل جديد يتناسب مع وظيفتها الجيومترية الجديدة كذراع ومرفق، وتثبيتها بشريحتين معدنية ومسامير." وأكَّد الدكتور الحيجي: "تم -بحمد الله- تحريك الذراع والمرفق الجديدين بشكل كامل كاختبار أثناء الجراحة، والتي تكلَّلت -بحمد الله- بالنجاح، واستغرقت قرابة عشر ساعات متواصلة في غرفة العمليات. وما زال المريض يتمتع بحالة صحية جيدة، حيث تم تحريك اليد اليمنى والقدمين لتأكيد سلامة الأعصاب المغذية لها." ونوَّه الدكتور الحيجي: "إن هذه العملية تُعتبر من العمليات شديدة الندرة، حيث شملت تدخلات جراحية مبتكرة."