مع قدوم شهر رمضان، تتغير العادات الاستهلاكية للكثيرين، حيث تمتلئ الأسواق بالمتسوقين، وترتفع النفقات بشكل ملحوظ، فتجد الموائد تفيض بما لذّ وطاب، والمناسبات الاجتماعية تزداد، ومعها تزداد المشتريات، ومع هذه الأجواء، يواجه الكثير من الأسر تحديًا حقيقيًا في ضبط الميزانية وتجنب الإسراف الذي قد يسبب أزمة مالية تمتد لما بعد الشهر الفضيل.

خمس نصائح

الخبير المالي حسين علي الحربي يرى أن المشكلة ليست في زيادة المصاريف بحد ذاتها، بل في طريقة إدارتها، فالتاجر ذكي في استغلال الموسم، وعليك كمستهلك أن تكون أذكى في التعامل مع العروض والإغراءات التسويقية، وقدم خمس نصائح ذهبية تساعدك على إدارة ميزانيتك بحكمة خلال رمضان، دون أن تشعر بالضغط المالي:

  1. ضع ميزانية واضحة منذ البداية

قبل أن يبدأ الشهر، اجلس مع نفسك أو مع أسرتك، وحددوا مبلغًا معقولًا يمكنكم إنفاقه طوال رمضان، قسّموا هذه الميزانية على احتياجات الطعام، العزائم، الترفيه، وملابس العيد، حتى لا تجدوا أنفسكم في نهاية الشهر وقد أنفقتم أكثر مما ينبغي.

  1. لا تدخل السوق بلا خطة

الأسواق في رمضان مليئة بالعروض التي تبدو مغرية، لكن هل أنت بحاجة فعلًا لكل ما تشتريه؟ ضع قائمة بالمواد الأساسية التي تحتاجها، والتزم بها أثناء التسوق، حتى لا تنجرف وراء المشتريات العشوائية.

  1. ميّز بين الحاجة والرغبة

قبل أن تضع أي منتج في سلة التسوق، اسأل نفسك: "هل هذا ضروري أم مجرد رغبة لحظية؟" كثيرًا ما نقع في فخ العروض، فنشتري ما لا نحتاجه، ليبقى في المطبخ دون استخدام. لذا، كن واعيًا، واشتري ما تحتاجه فقط.

  1. تجنب التسوق أثناء الصيام

الذهاب إلى السوق وأنت جائع أشبه بالدخول إلى معركة خاسرة! عقلك في هذه الحالة يوهمك أنك بحاجة لكل شيء، فتخرج بمشتريات تفوق حاجتك، الحل؟ خطط للتسوق بعد الإفطار، عندما تكون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات عقلانية.

  1. استفد من العروض بذكاء

العروض الرمضانية قد تكون فرصة رائعة للتوفير، لكن لا تنسَ أن بعض المتاجر ترفع الأسعار قبل العروض، ثم تعيدها لما كانت عليه على أنها "خصومات"، لذا، لا تتسرع في الشراء، قارن الأسعار، واشترِ ما تحتاجه فقط، وليس لمجرد أن هناك عرضًا مغريًا.

التخطيط لما بعد رمضان

لا تنسَ أن الشهر الفضيل ينتهي سريعًا، لكن الأثر المالي قد يبقى، الحربي ينصح بتوزيع قيمة المشتريات الكبيرة على مدار السنة، فمثلًا، بدلًا من شراء مستلزمات رمضان دفعة واحدة، يمكن تخصيص مبلغ شهري طوال العام لهذه النفقات، مما يجعل التأثير أقل حدة عند حلول الشهر الكريم.

كذلك، من الحكمة شراء مستلزمات العيد قبل ازدحام الأسواق في الأيام الأخيرة، حيث ترتفع الأسعار ويزداد الطلب، بينما يكون التسوق المبكر أكثر هدوءًا ويوفر عليك الكثير من العناء والمال.

##لا تكن ضحية التسوق العشوائي

يقول الحربي: إذا كان التاجر ذكيًا، فكن أنت مستهلكًا أذكى، التسوق فن، ومن يديره بذكاء سيحظى بشهر رمضان مريح ماليًا، دون أن يقع في دوامة الإسراف والندم. فرحمتك بميزانيتك اليوم تعني راحة أكبر لك ولعائلتك غدًا.