<br />في عالم متقلبٍ لا يهدأ، يبدو النجاح أشبه بنجم بعيدٍ يسعى الجميع للوصول إليه، غير أن الكثيرين يقفون في منتصف الطريق، أو يتراجعون أمام أول عثرة وهنا يتجلى دور الشغف.<br />الشغف هو الشرارة الأولى، شعلة تضيء طريق النجاح في وقتٍ يتخلى فيه معظم الناس عن أحلامهم ، الشغف ذلك النبض الداخلي الذي يجعل من الصعب على الشخص أن يستسلم، حتى وإن واجه دائرة من الاستهداف والإحباط والاستنزاف، فالشغف ليس مجرد رغبة أو حماسة عابرة، بل هو التزام داخليٌّ لا يتزعزع تجاه الهدف والشغوف يرى في الصعاب فرصةً لصقل شخصيته، ويتعامل مع الإحباطات كتجارب تحفر له طريقاً نحو التميز. عندما يشتد الاستهداف، ويصبح الطريق مملوءاً بالمعوقات، يظهر الشغف كحائط صدّ.<br />نجد الشغوفين يقفون كالجبال في وجه العواصف، لا تهزهم المحاولات المتكررة للتثبيط، لأن لديهم دافعاً عميقاً يشبه الجذور المتوغلة في الأرض، يمدهم بالقوة ويمنعهم من الانهيار. الشغف ليس فقط قوة دافعة، بل هو أيضاً مفتاح للخروج من دائرة الاستهداف، الناجح الشغوف يُثبت لأعدائه ومنافسيه أن محاولاتهم للنيل منه لن تثنيه، بل تزيده إصراراً وتفانياً في تحقيق أهدافه ، الشغف يمنحنا القوة لمواجهة التحديات وتجاوز الحواجز التي يضعها الآخرون في طريقنا وعندما يكون الشخص شغوفاً، فإنه لا يُركز على الإحباطات التي تأتي من الخارج، بل يستمد طاقته من داخله. هذه الطاقة الداخلية تجعله قادراً على تجاوز الحدود التي يحاول الآخرون فرضها عليه، مما يجعله يتحرر من القيود ويتحول إلى قوة لا يستهان بها. الشغف هو السلاح الأقوى في يد من يسعى للنجاح، إذ يجعله لا يكتفي بمجرد التقدم، بل يعمل بجد للتفوق على كل تحدٍّ يواجهه. هذه الروح، المتقدة بالشغف، تنير له الدرب نحو النجاح، وتمنحه رؤية استشرافية لما هو أبعد من الحواجز الآنية. فالشغف لا يفتح أمامنا باب النجاح فقط، بل يعيد صياغة حياتنا، ليجعلنا نتطلع إلى ما هو أبعد من الفشل والخسارة. الشغف يعلّمنا كيف نرى العالم بألوان جديدة، ويحثنا على اكتشاف طاقاتنا الخفية، لنعيش الحياة بكل تفاصيلها دون خوف من الانكسار.<br />ختاماً.. الشغف هو طاقة تتجاوز مجرد الرغبة في النجاح؛ هو التزام لا يعرف الكلل، وإيمان لا يتزعزع بأن لكل إنسان قدرة فريدة على تحقيق المستحيل.<br />@malarab1<br /><br />