<br />في السياسة يقال أن المنتصر هو من يكتب التاريخ وفي الإعلام من يملك المؤسسات يصنع الحقيقة. ومع أن هذه المقولات قديمة لكنها كثيراً ما كانت صحيحة لاسيما في الإعلام الغربي والأمريكي تحديداً الذي زادت سطوته وقدرته على صناعة الرأي العالمي والتأثير في المجتمعات مع نشوء مؤسسات الإعلام الاجتماعي السوشيال ميديا التي تملكها شركات التقنية الأمريكية العملاقة من فئة جوجل وفيسبوك وتويتر وواتساب، إلا أن الحقيقة تبقى دائماً أقوى.<br />على الأقل هذا ما تقوله تطورات الحرب الهمجية التي يشنها الكيان الإسرائيلي منذ 13 شهراً على قطاع غزة جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد ظلت آلة الإعلام الغربي تجد المبررات لجرائم الإسرائليين ضد المدنيين الفلسطينيين تحت ذريعة الدفاع عن النفس من الجماعات الإرهابية في غزة، إلا أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب يوآف غالانت الخميس الماضي يمثل سابقة في تاريخ المحكمة ا.<br />أمريكا وبريطانيا لم ينفكا في تقديم الدعم السياسي والعسكري، متجاهلين ندءات الاستغاثة بوقف الحرب، والتقارير الأممية المتكررة التي تؤكد أن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70% من ضحايا استخدام تلك الأسلحة في الفترة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024، وأحدها تحليل للمفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان، لكن قرار الاعتقال عرّا موقفهم بشكل أكثر وضوح إذ رفضت أمريكا القرار بشكل مخزي ووصف الرئيس بايدن القرار بالأمر الشائن.<br />صحيح أن المحكمة ومقرها في لاهاي بهولندا لا تملك شرطة لتنفيذ قرارات الاعتقال، لذا، فمن غير المرجح أن يجد المجرمان نتنياهو وجالانت نفسيهما في قاعة المحكمة ماثلين للعدالة بالتهم المنسوبة إليهما في وقت قريب، لكن القرار يعيد الأمل في القانون الدولي ومؤسساته ومن المرجح أن يقيد سفر الزعيمين حول العالم، ويزيد من عزلة إسرائيل، وأزيد على ذلك بأنه يجدد التأكيد بأن بصاحب الحق دائماً أقوى.<br />@woahmed1<br /><br />