<br />أضحت قصص أحلام الثراء السريع أو ما يوصف بأنها المصباح السحري لبعض الشباب هي الشماعة التي يعلقون بها آمالهم ما هي إلا أحلام كامنة داخل المصباح تأبى أن تصبح حقيقة مهما فركته أيديهم..<br />ذلك أن ما تحويه عقولهم من الأمنيات صعبة التحقيق إلا أن يشاء الله، فهي لن ترى النور دون عمل ولا أسباب، ولن تنزل من السماء كالمن والسلوى وكثير من قصص النجاح، إنما جاءت بكم كبير من التضحيات والعقبات لكن شبابنا ابتلوا بما يشاهدونه من التحول السريع للمشاهير والذين جاءتهم الدنيا في كثير من الأحيان بتوفيق من الله عن طريق الصدفة دون أدنى مجهود مسبق حتى وصل بعضهم لامتهان ما لا يمتهن في سبيل الكسب والشهرة ! لذلك هم يرون في مناماتهم وفي خيالاتهم ما يشبه هذا التحول لهم وليس شيء على الله ببعيد ففي عصر التحول الرقمي يجوز أن تستيقظ الأحلام من سباتها! لكن ليس على كل حال !<br />إن هذه الأحلام لم تقتصر على الشباب وحسب، بل حتى البالغين المدركين وقعوا في شباكها وإن امتزجت أحلامهم بشيء من العمل الحقيقي أو حتى الوهمي.. إن الحياة وتشعبها وزيادة أعبائها جعلت من بعض الناس يغمضون أعينهم عن الكد الحقيقي وفرصه الكثيرة إلى الربح السريع السهل وإن حالف الحظ بعضهم فخرج منها سالما بأدنى الخسائر إلا أن الكثيرين لا زالوا يكابدون مصيبة خساراتهم.<br />والقصص الحزينة في هذا كثيرة ومنها التعامل بالعملات الإلكترونية الرقمية على اختلاف مسمياتها والتي عجت بها الإعلانات التجارية وعلى سبيل المثال سمعت حديثاً أن أحدهم روى تفاصيل قصته عن مثل هذه الأحلام والتي قادته إلى دخوله هذا العالم المجهول من خلال إعلان فاجأه أثناء تصفحه لأحد البرامج ثم عندما أدرك خطورة ما قام به طلب الانسحاب، فطالبوه بمبلغ تحويل بمبلغ كبيربحجة تحويل المال إلى عملة بلاده فلما حول المبلغ طالبوه برسوم تحويل واستمر في سلسلة مطالبات حتى اكتشف أن الشركة شركة وهمية لا أساس لها وخسر كل ما لديه.<br />وحتى نتفادى خسائر فادحة مالية ونفسية علينا أن لا نتعلق بالأحلام التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولنكثر من سماع قصص الناجحين المكافحين الذين خططوا لنجاحهم واستعانوا بالله -عز وجل - في كسبهم.. وكما قيل القناعة كنز لايفني.<br />إن الحياة وتشعبها وزيادة أعبائها جعلت من بعض الناس يغمضون أعينهم عن الكد الحقيقي وفرصه الكثيرة إلى الربح السريع السهل