<br />- «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ»، الضحى آية «11». زرعت الطيب في حياتي منهجا رغم التحديات. أفتخر بهذا، وأتحدث عنه كنعمة، ليس سهلا اقتحام حواجز وتحديات الأنانية، وحب الذات، والمصالح الشخصية الظالمة. تقول العرب: الكلام سهل. التطبيق والعمل والممارسة تفرز الأشخاص، تضع كل فرد في المقام الذي يستحقه أمام نفسه أولا. أقولها بفخر.. صحيفة حياتي ناصعة البياض، يشهد كل من أعرف، وتعامل مع شخصي.<br />تظل الأعمال بالنيات، لا يعلمها الا الله. نتيجة لذلك تقول العرب الصالحة: اللهم ارزقنا على نياتنا. أتعجب من الذين يقتحمون صدور الناس، ثم يأتون لنا بمعلومات كاذبة، وغير حقيقية عنهم. هل يتحدثون عن أنفسهم؟ تقول العرب: كل إناء بما فيه ينضح.<br />يصبح الفرد ناضجا أكثر بتوظيفه طاقاته التي استودعها الله فيه، بها يصبح ذلك المعدن الطيب. توظيف طاقات الفرد تصنع الفرق، في حال تم استثمارها بكفاءة، هي التي تحيّد الصراعات داخل النفس. تعتز ثمرة الطاقات نضجا، وشكلا، ومضمونا مع جودة معايير «تطبيق» الفرد لها، وبتراكم خبراتها.<br />تصبح خبرة العمر، بجانب العبر والدروس المكتسبة مصدر إلهام لجودة أي قرار للفرد، تحدد الخبرة التراكمية معايير الاختيار الناضج بكل سهولة، وتظل هذه الطاقات، منها طاقة العمل وطاقة التعلم، محور جودة الإنسان أيا كان جنسه ولونه ودينه وخبرته، علموا أجيالكم اتقان استثمار طاقاتهم، إنها قوتهم وجودة شأن مستقبلهم.<br />قابلت بشرا كل خبراتهم سوء، وكذب، وقهر، وظلم، وجهل يكررونه مدى حياتهم، والمصيبة أنهم يورثونه لأجيالهم، من جعلهم في هذه القوالب؟ لماذا لم يستطيعوا إنقاذ أنفسهم من تلك الخبرات السلبية؟ كل شيء في حياة البشر عدوى. تقول العرب: المرء من جليسه.<br />في مجالات زرع الطيب، قدمت خدمات كثيرة لأناس أعرفهم، وآخرين لا أعرفهم، وقد عانيت نكرانا وأذية من بعض الذين أعرف. خدماتي لهم غيرت مسيرة حياتهم نحو الأفضل، فقابلوا هذا بالإساءة، والنكران، والتجاهل، ورغم ذلك لم يؤثر هذا في نفسي، لأني خدمتهم عبادة لله، لم أنتظر منهم جزاء. هذا ساعد في تخطي عمري حاجز السبعين عاما، بسعادة ومعنويات كلها عطاء وطاقة ورضى.<br />مكارم الأخلاق قوة جعلتني أعيش في تصالح مع نفسي، ستة عقود مرت وكأنها لحظة في حياتي، ستة عقود مرقت كسرعة السهم في الفراغ، لم تلفت انتباهي لأني في استدامة عمل وفكر وتأمل، كانت السلامة النفسية، ورضاها، وتوجهاتها الإيجابية، محور إدارة هذه العقود وجودتها. عنوان هذه العقود هو: «إرادة التحدي». وقد وضعته عنوانا لأحد كتبي التي بلغت «21» كتابا، وهناك المزيد. منها «18» كتابا جاءت بعد التقاعد.<br />الحياة قرارات يتخذها الفرد، كل تصرف خلفه قرار، كل حركة خلفها قرار. كل كلمة منبعها قرار، كل تعامل مصدره قرار، لم أندم على أي قرار اتخذته في حياتي، لكن تعجبت من قرارات خدمة البعض من عديمي الوفاء والشهامة. شعارهم النكران، وشعاري هو العطاء.<br />بشكل عام تحملت مسؤولية كل قرار اتخذته بإيمان وقناعة بأنه صحيح وسليم في حينه، بعض القرارات سببت لشخصي الكثير من التحديات، لكن لم أندم على اتخاذها، كنت صادقا مع نفسي، فكيف أندم؟ ويستمر الحديث.<br />@DrAlghamdiMH