<br />ما هي الهالة التي تظهر في مخيلتك عندما تُسأل، كيف تصف اتخاذ القرار؟ وما هي العوامل التي تهيئ اتخاذه! قد تكون الصورة النمطية لاتخاذ القرار هو الجلوس ساكناً في أحد الأماكن المهيئة للرسميات، ثم تحميل الوجه الجاد والعصبية المفرطة لحين النطق بالقرار الناتج من إجمالي هذه العوامل.<br />ارتبطت الحالة المزاجية الحادة مع الجدية، فهل القرار الناتج من الحالة الهادئة، خاطئ؟ هل المشورة لمعرفة الآراء أو التجارب حولك، يعتبر قصور في معرفتك، أو يعتبر تشكيك، تردد، وتخوف لديك من اتخاذ القرار! هل تراجع نفسك وتشاهد أي الكفتين رجحت خلال الفترة الماضية، هل كفة قراراتك الصائبة تفوقت على الخاطئة، وما هي طريقتك في التحسين.<br />أحياناً يكون عائقنا الأكبر هو الخوف؛ الخوف من الفشل، الخوف من رأي الآخرين فينا، الخوف من تحمل المسؤولية وتبعاتها، والخوف من التغيير؛ فما نعرفه واعتدنا عليه أفضل بمراحل من مجهول قد يزلزل حياتنا ليغيرها جذرياً سلباً أو إيجاباً!<br />قد يكون هذا الخوف الذي يحبسك، هو الشيطان الذي يوسوس لك خوفاً من كف سيطرته عليك، خوفاً من تحسنك واستغنائك عنه، خوفاً من تقدمك وتركك له خلف ظهرك، فيضخم لك كل أمرٍ لتعود أشواطاً إلى الخلف لتخاف وتهاب اتخاذ القرار.<br />هي خطوة قصيرة جداً، ولكنها ضخمة في مقدرتك لتجيش نفسك وارضاخها للتوجه إلى أمرٍ والتقدم نحوه وتحمل الطاقة المستهلكة له، ونتاج مراحل الخطوة من الصفر إلى نقطة الوصول.<br />كيف لي أن أتقدم، كيف لي أن اعتمد على نفسي، كيف لي أن أكون مثل فلان أو فلانة؛ ليس لدي ما يجعلني مؤهلاً لمماثلتهم أو حتى أن أكون متقارب معهم! كل ذلك يتلاشى بالقرار فقط.<br />قبل فترة ليست بالبعيدة جالست من انهارت حياتها في لحظات، وللأسف أن هذا الانهيار لم يكن لها فقط، بل كان لها ولأطفالها الذين أصبحت هي مسؤولة عنهم بعدما كانوا جميعهم تحت مسؤولية آخر؛ فمن الصفر أو حتى تحت الصفر بما أنها كانت تُعال ولا مسؤولية متشعبه تحملها؛ شقت طريقها بقرار صغير بأن تعيش معيشة تليق بها هي وأطفالها؛ تهيأت، واجهت، حاربت، ثم قطفت ما جنته.<br />ليست كل حياة متشابهة، وليست كل عواملها أيضاً تتشابه، ولكن اتخاذك لقرارك ثم تنفيذه هو ما سيغير بداخلك وخارجك الكثير، وحينها تقفز إلى مرحلة عمرية أخرى، وتعيش التجربة، وأقلّها أن تكون قد حاولت.<br />@2khwater<br /><br />