<br />من أبجديات النجاح أن يتم في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.<br />ولكن انظر حولك هل ترى الرجل المناسب في المكان المناسب؟<br />أعتقد أننا نعاني من مشاكل في هذا الموضوع، فالمعايير لدى البعض ليست واضحة في الاختيار، ولذلك يأتي الرجل غير المناسب إلى المكان، وإن لم تأتِ معه الطوام لن يأتي معه التطوير الذي لم يصبح ترفاً بل أصبح ضرورة في عالم اليوم.<br />قد يكون معيار الاختيار لدى البعض الأخلاق فقط، فيأتي بالخلوق حتى ولو لم يكن يحسن إدارة نفسه، وقد يكون المعيار الصمت فنأتي بمن لا يصدّع رؤوسنا بأفكاره ومقترحاته، وقد يكون المعيار القرب فوجه تعرفه خير من وجه تراهن عليه، ولا تدري هل سينجح أم لا؟!<br />يسأل البعض ولكن ما هو المعيار الصحيح؟!<br />نحن اليوم في عالم المعايير، ولذلك أصبحت معايير القيادة واضحة وليس صعبة على من بذل الجهد وأخلص النية وسعى للمصلحة العامة.<br />وفوق ذلك فعندما تقرأ القرآن الكريم تجد المعيار واضحاً، « يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين»، القوة في كل مجال من التخصص إلى اتخاذ القرار، والأمانة في كل جزء، ولا بد منهما معاً، فالقوة لوحدها لا تكفي، والأمانة لوحدها لا تكفي، أما إذا انعدما جميعهما فهو الخطر الأكبر والمصيبة العظمى.<br />عندما تقرأ سير سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم تجد عنايةً واضحة باختيار الشخص المناسب، ففي الهجرة إلى الحبشة اختار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النجاشي ملك الحبشة وبيّن السبب، «ملكٌ عادل، لا يُظلم عنده أحد».<br />وعندما أراد المسلمون الدفاع عن أنفسهم وتوضيح من هم عند النجاشي اختاروا الرجل المناسب، فتقدم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وتكلم بكلام صادق بليغ قلب الموقف على الرغم من قوة المناوئين.<br />حتى المشركين عندما اختاروا لتأليب ملك الحبشة على المسلمين واسترجاع المهاجرين لم يختاروا أي أحد، بل اختاروا رجلين من دهاتهم، عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة، وقد بذلا وسعهما واستخدما كل إمكاناتهما، فاستمالا البطارقة، وحاولا استمالة النجاشي بالهدايا والكلام الجميل وتكرار المحاولة، ولكن الله غالبٌ على أمره سبحانه وتعالى.<br />إذن يجب أن نعتني باختيار الرجل المناسب، والمرأة المناسبة لمؤسسات بيوتنا، ومؤسسات مجتمعاتنا حتى تتحقق رؤيتنا وتتحول أهدافنا إلى واقع.<br />فغير المناسب لن يأتي إلا بغير المناسب.<br />@shlash2020