<br />اليوم وبلادنا - حرسها الله تعالى من كل سوء ومكروه - بقيادة حكيمة رشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، تخطو خطوات متسارعة في صياغة قصص نجاح متتالية على المستوى الإقليمي والعالمي، والذي يجسد عمق الدبلوماسية السعودية ومتانتها، وقدرتها على الوصول والإقناع، ومهارتها في صناعة التحالفات مع الأعداء قبل الأصدقاء، ومن آخر تلك النجاحات الباهرة على المستوى العالمي استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم للعام 2034م باحترافية مميزة جمعت بين رؤية القيادة وتكاتف الفرق العاملة، ومؤازرة الشعب الكريم، ليحصد ملف الاستضافة أعلى مستوى تقييم على مستوى البطولة منذ انطلاقتها، ومن هنا أضع بعض الملامح السريعة لاستغلال تلك المناسبة الاستغلال الأمثل، وإبرازها من قبل مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية ومن أبرزها:<br />أولاً: الاستضافة فرصة ذهبية لتسويق قيم المجتمع السعودي وثقافته وعاداته لدول العالم أجمع وفق أساليب احترافية، وبقوالب رقمية مشوقة للوصول لجميع المجتمعات والثقافات؛ بما يعكس عمق المملكة وثقلها الحضاري والتنموي والسياسي، ومن أبرز الأفكار في ذلك المعارض المتنقلة في مواقع الاحتفالات والتي تتيح للزائر الاطلاع على تراث المنطقة المستضيفة وقيمها وطبيعتها الجغرافية وفرصها الاستثمارية، وإثارة التساؤلات الإيجابية لدى الأفراد ليكونوا مسوقين لمن وراءهم، وتأسيس جمعيات أهلية تتعلق بالإعداد لتلك المناسبات العالمية كإكسبو وكأس العالم وغيرها.<br />ثانياً: إعداد وتأهيل وتدريب العاملين والعاملات، والمتطوعين والمتطوعات وفق برامج أكاديمية وتدريبية قصيرة وطويلة المدى تتعلق بإدارة الفعاليات والحشود، والتسويق القيمي والثقافي، والعمل تحت الضغوط وغيرها مما يهيئهم للعمل، وإبراز الفعالية بالصورة اللائقة بالمملكة العربية السعودية، وهنا دور المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها في دراسة الاحتياج وتقييمه ودراسة أفضل الخيارات، والاستفادة من النماذج العالمية في ذلك، والبدء في تقديم فرص لسد احتياج سوق العمل من الكوادر المؤهلة، ورفع مستوى الوعي لدى الطلاب والطالبات لكونهم الشريحة الكبرى المستهدفة لأداء الأعمال التشغيلية للفعاليات والبرامج.<br />ثالثاً: إعداد رواد الأعمال الناشئين ودعمهم لتشكيل عدد من المنشآت الصغيرة والمتوسطة المتخصصة ذات الطابع الابتكاري لتقديم المنتجات الإبداعية المهتمة بإبراز الصناعة المحلية وخصوصاً التراثية منها، وعرضها خلال مناسبات الاستضافة لتكون أحد المقتنيات الثمينة للزائرين للفعالية، وكذلك تشجيع صناعة الأطعمة والأغذية المحلية والتي تُعد ميزة نسبية لبعض المحافظات دون غيرها كالمأكولات الشعبية بمنطقة عسير وغيرها، وتقديمها في قوالب جذابة قابلة للحفظ والتخزين، ليتمكن الزوار من حملها لبلدانهم ومشاركتها مع أحبابهم<br />رابعاً: تعزيز الفرص الاستثمارية داخل الجهات والقطاعات المؤهلة لاستضافة الفعالية، وابتكار سلسلة من الفعاليات والبرامج المصاحبة للمناسبة والمتوائمة مع طبيعة الجهة؛ ليتسنى للزائر الاستمتاع بالفعالية وتجاوز توقعاتهم، وصناعة تجربة عميل نوعية تجمع بين المرح والترفيه والمعرفة والثقافة بقالب استثماري، ومن أبرز تلك الأفكار المنتجعات السياحية والمعارض والمتاحف وملاعب الرياضات الفردية والطيران الشراعي والرحلات السياحية للقرى التراثية وغيرها.<br />خامساً: تشجيع فرص المسؤولية المجتمعية لدى القطاع الخاص والمصرفي وغيرها لتبني مشاريع نوعية تتيح لأفراد الأسرة الواحدة المشاركة فيها، وكذلك الاستثمار في المشاريع الرقمية الناشئة والمتمثلة في التطبيقات المعززة للاقتصاد التشاركي لتقديم الخدمات والمنتجات بفعالية وكفاءة في الوقت ذاته، ويمكن ترجمة ذلك عبر صندوق اجتماعي تعاوني تحت إشراف الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي لدراسة المشاريع وتبنيها ودعمها.<br />وأخيراً، فالقائمة تطول والمقترحات تتعدد وتتنوع والأهم من ذلك وضع القدم الأولى لتبدأ رحلة العمل والإنجاز ليعانق العاملون الجوزاء في عام 2034م.<br />@mesfer753<br />