<br />ترجل الفارس عن صهوة جواده، وهو في قمة عطائه، مرفوعا الرأس، مودعا جامعته الذي أسسها، وبناها ورعاها، وأحبها وأحبّته، إذا أمسكت قلمك، وأردت أن تكتب عن قامة وطنية بحجم معالي الدكتور عبدالله بن محمد الربيش، حتما فهو أمر صعب.<br />هنا تعبر لمخيلتك هذه الشخصية الفذة، وأمام عينك، فيض من العطاء، وصاحب لمسات إنسانية فريدة، فلا بد هنا أن تتمالك نفسك لتدع كلماتك تعبر لتسرد مثمنة هذا السيل من الإنجازات الذي قدمه، فهي تمثل تاريخاً ممتداً دام لأكثر من عقدين من الزمن. نعم، هذا هو كما عرفناه فهو الطبيب، الشخصية الأكاديمية البارزة الذي بنى لنحصد ما قدمه ليستمر ولأ أجيال متعاقبة، فهو الذي اتصف بغزارة الأفكار والقدرة على تنفيذها. فهو القائد، المنضبط، المبادر، الداعم، الذي قدم لوطنه بشغف عطاءا سخر له زهرة شبابه، أنا عرفته طالبا وطبيبا وقائدا، قضيت معه زمنا امتد لأكثر من 30 عاما.<br />فماذا أكتب منصفا، فالإنجازات المحققة لهي كثيرة ومتدفقة، فهو الرجل ذو رؤية ثاقبة لمستقبل مشرق يراه لجامعته لتنشئ بأساس متين ومستدام، لمحطات كثيرة ومفاصل استراتيجية مهمة، عبرت في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل إلى العالمية، وهي فعلا إرادة قائد بأن تكون بحجم الطموح لما أراد لها ولاة الأمر - يحفظهم الله-.<br />لنقف عند القرار التاريخي بتأسيس الجامعة في «1430 هجرياً - 2009 ميلادياً»، وإسناد إدارتها لشخصه الكريم، كان حرصه الدائم منذ البدء على تجويد الأعمال، والإيذان بإطلاق العمل على اعتماد الجامعة، وذلك بعد أربع سنوات من تأسيسها، تلك بمثابة اعتراف بقدرة الجامعة وبمخرجاتها التعليمية والبحثية ومساهمتها المجتمعية وهي في حكم حداثة الإنشاء، وحرصه على تطبيق أفضل الممارسات للمعايير العالمية، والدفع لتطوير برامجها الأكاديمية لما يلبي احتياج سوق العمل من طالب خريج، منافس، ذي مهارة وحرفة.<br />وأكد ذلك بعد حصول الجامعة آنذاك على الاعتماد المؤسسي الأول من هيئة تقويم التعليم والتدريب، والعمل على المحافظة عليه وتجديده بعد سبع سنوات أخرى، والمضي في اعتماد برامجها واحدة تلو الأخرى محليا ودوليا، ليس ذلك فحسب، وإنما حرص على التقدم في مؤشرات كل التصنيفات العالمية وبثبات صاعد، حتى وصل في إحداها لتصنف الجامعة من ضمن «500» في تصنيف «QS»، و «14» من بين «246» جامعة عربية، والمحافظة قدما للوصول بكلية الأسنان لتصنف من ضمن أفضل 15 جامعة عالميا والأولى سعوديا في ذات التصنيف.<br />خلاصة القول، كل الشكر والامتنان على ما قدمته، ستبقى بإنجازاتك في ذاكرة الوطن.<br />جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل<br />@Ahmedkuwaiti<br />