<br />تتزايد مع هذا الزمن تفاصيل الحياة، ولا أريد أن أقول أكثر تعقيدا لكنه أصبحت أكثر عمقا وأقل سطحية أو بالأصح أقل بساطة، أصبحت فيها الكثير من الأمور الرئيسية ثم الفرعية ثم الفرعية من الفرعية وهكذا ومعها تزيد أو تقل علاقاتنا واحتكاكاتنا بالبشر فهذه التفاصيل إما تقربنا منهم أو تبعدنا عنهم فهو رمح بحربتين.<br />سألت صديقا ما في يوم ما السؤال التالي: ما هي مقاييس العلاقات بين الناس، فقال الصلة والقرابة والطيبة و و و، قلت كلام جميل لكني أريد محكات حقيقية تفرز من خلالها الناس وتستطيع تبيان ما في ذاتهم على الأقل من أفعالهم ومواقفهم وليس بالطبع نياتهم التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.<br />جلسنا نفكر سويا في الأمر الذي رأيناه مهماً وتوصلنا إلى ثلاث مواقف إتفقنا بشدة بأنها معايير مهمة في فرز الناس وتصنيفهم . وبعد أن توكلنا على لله واستعنا به قلنا. المعيار الأول هو العلاقة المالية والمصالح فما أن تكون مع شخص بينك وبينها علاقة مالية أو مصلحة تتقاطع أو تتوازى إلا وتكون معيارا لمدى الصداقة والأنانية والأولوية من عدمها. فصديقك التاجر مثلك أو الموظف معك وهكذا حين تلتقي في نقطة المال والمصلحة تتضح أمور كثيرة فمن تتدرين منه هل توفيه حقه أو تماطل وهو هل يسامحك أم يشهر بك. المعيار الثاني كان السفر ، وصديق السفر الذي يرافقك 24 ساعة يختلف عن صديق الإقامة الذي تراه ساعة أو ساعتين فقط ولا تعلم عن بقية يومه. في السفر تعرف كل تقلباته ومزاجه فيقترب منك أو يبعد. المعيار الثالث والذي لو بيدي وضعته الأول منفردا هو معيار الخلاف.<br />فما أن تختلف مع شخص سواء رأيا أو خصومة إلا وتجد هذا موقفا واضحا جليا لتصفية الناس بكل وضوح، فمن يهدم كل تاريخك معه في موقف أو من ينسف كل ما فعلت مقابل لحظة ما. أو من كان يكيل لك المدح والثناء وإذا به بلحظة في الإتجاه المعاكس ضدك هنا تعرف هو من أي فريق. تستوقفني هنا حادثة أبو سفيان رضي الله عنه حين شهد لرسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام - فقال «والله يا محمد إني حاربتك فنعم المُحارب أنت. وإني سالمتك فنعم المُسالم أنت»،ما يستفاد من هذا. أن تكون فارسا ليس فقط في إقدامك وشجاعتك وتحدياتك بل حتى مع خصوم معاركك.<br />@Majid_alsuhaimi