<br />قرأت دراسة علمية أن طلبة الحلقات هم المتفوقون دراسياً، وحتى لو لم تتوصل الدراسة العلمية لذلك فلا شك أن القرآن هدى ونور وبركة وضياء وشفاء، وكل الخير في كلام خالقنا جل جلاله.<br />ولذلك الاعتماد على القرآن في خططنا التربوية والإدارية والاجتماعية، وكذلك طرحنا، أمر يجب أن يكون محورياً، ومن بيوتنا ننطلق، فبيتٌ لا يُبنى على القرآن أعانه الله وأعان خريجيه، بل وأعان المجتمع الذي ينتظر منهم. عندما تقرأ سيرة سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه تجد موقفاً من مواقف تبين تأثير القرآن العظيم حتى على غير المؤمن به، ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان إلى الحرم، وفيه جمع كبير من قريش، فيهم ساداتهم وكبراؤهم، فقام فيهم، وفاجأهم بتلاوة سورة النجم، «والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى،....» ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل؛ لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضًا، من قولهم: «لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تَغلبون»، فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة، وقرع آذانهم كلام إلهي خلاّب، وكان أروع كلام سمعوه قط، أخذ مشاعرهم، ونسوا ما كانوا فيه فما من أحد إلا وهو مصغ إليه، لا يخطر بباله شيء سواه، حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة قوارع تطير لها القلوب، ثم قرأ: «فاسجدوا لله واعبدوا»، ثم سجد، لم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدًا.<br />وهنا وقعوا في ورطة لما أحسوا أن جلال كلام الله لَوَّى زمامهم، ففعلوا ما كانوا يبذلون قصارى جهدهم في محوه وإفنائه، وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب، ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين، وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير، وأنه قال عنها ما كانوا يرددونه هم دائما من قولهم : «تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهم لترتجى»، جاءوا بهذا الإفك المبين ليعتذروا عن سجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وليس يستغرب هذا من قوم كانوا يألفون الكذب، ويطيلون الدس والافتراء.<br />تريد نجاح ابنك، عليك بالقرآن. تريد توفيق بيتك ومؤسستك، عليك بالقرآن. تريد السعادة عليك بالقرآن.<br />@shlash2020