<br /><br />الهوية الوطنية والثقافية هما مفهومان يعبران عن جوهر الانتماء والانتساب الوجداني الغائر الذي يشعر به الفرد اتجاه تاريخ وثقافة وطنه، إذ تحمل الرموز معاني ودلالات وطنية وثقافية راسخة، تجسدها أبعادًا اجتماعية، ثقافية، بيئية، والتي تشمل اللغة، التاريخ، القيم، والعادات والتقاليد، ولكل منهما خصائص مميزة تجسد صفات مشتركة تعزز وحدة الأوطان وشعوبها وتميزهم عن غيرهم والتي بدورها تعزز من وحدتهم وانتمائهم اتجاه بعضهم البعض، في هذا المقال، سنناقش أبرز الرموز والدلالات وكيفية الحفاظ عليها وتعزيزها في ظل التغيرات العولمية والعالمية.<br /><br />تعد المملكة العربية السعودية من الدول الغنية بالتنوع البيئي والثقافي، يرتبط هذا التنوع بنماذج مختلفة من الكائنات الحية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطبيعتها وبيئتها الفريدة، أبرز هذه النماذج: النمر العربي، يسكن هذا النمر في شبة الجزيرة العربية ويعد الأصغر بين سلالات النمور والأقوى والأكبر من أنواع القطط العربية وهو حيوان منضم بقائمة الحيوانات المهدد بالانقراض بسبب تدهور البيئة الطبيعية، يعتبر النمر العربي رمزًا ثقافيًا وبيئيًا يعكس الشجاعة والقوة في التراث السعودي، حيث أنهم وجدوا صخورًا منقوشًا عليها النمر العربي في المواقع الأثرية، لذلك ضاعفت المملكة جهودها للحفاظ عليه ولإعادة بناء وإحياء الإرث الثقافي، حيث بادرت الهيئة الملكية لمحافظ العلا في 2022 مشروعًا لإعادة بناء بيئته بإنشاء المحميات الطبيعية وبعد ذلك في سنة 2023 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار بتخصيص يوم 10 فبراير بيوم العالمي للنمر العربي.<br /><br />نأتي بعد ذلك للإبل: وهو رمز تراثي وثقافي بمنطقة شبة الجزيرة العربية منذ أقدم العصور، وتحمل مكانة خاصة في المجتمع السعودي لما تمثله من أهمية اقتصادية واجتماعية وتاريخية، فقد اعتمد عليها الإنسان كوسيلة للنقل، وحمل أثقاله عليها، واستفاد من البانها ولحمها حتى أصبحت جزء من الهوية الثقافية السعودية، فهي تمثل رمزًا للصبر والقوة، لذلك حظيت باهتمام كبير من المملكة العربية السعودية حيث أطلقت العديد من الفعاليات التي تحتفي بها، مثل سوق الإبل التراثي، ومهرجان الملك عبد العزيز للإبل، كما عززت مكانة الإبل من خلال مبادرات نوعية أبرزها مبادرة وزارة الثقافة بتسمية عام 2024 بعام الإبل، وأمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء نادي الإبل، تأكيدًا وحرصًا على أهمية الحفاظ على هذا التراث الغني، لننتقل بعد ذلك للحديث عن شعار السيفين والنخلة، يعد رمزًا عريقًا ووطنيًا للمملكة تم اعتماده من قبل الملك عبد العزيز كشعار رسمي للدولة، يمثل السيف الشجاعة والعدل والقوة والدفاع عن الوطن أما النخلة فتمثل الخير والعطاء والرخاء.<br /><br />ختامًا، الرموز الوطنية هي ليست مجرد عناصر من قلب التاريخ والثقافة بل بمثابة جسر تربط بين الماضي والحاضر وتضيء طريق المستقبل في المملكة وهي دلالة على التطور والجهد التي خاضته المملكة نحو مواجهة تحديات العولمة.<br /><br />@bn_9y