<br />دوما نتحدث عن السياحة والتي هي أحد أركان رؤية المملكة 2030، وها نحن نقف على بعد خمس سنوات منها وأتساءل ماذا حققت المنطقة الشرقية منها بالنشاط السياحي. وما هي التطلعات من دراسات على أعداد القادمين لها من الخارج للسياحة. وكنت أتحدث الى صديق ومما ذكرت له أن السياحة في المنطقة الشرقية ضعيفة وأن الأعداد قليلة ولا تتماشى مع الرؤية. ومن الواضح أن هناك ضعف بالمفهوم السياحي العام على الرغم من توجه عام لإقامة بعض المشاريع والتي لها طابع عقاري ترفيهي. وذكرت له قصتي مع لجنة السياحة حين ترأستها بغرفة الشرقية ونلت الشرف حينها ولم أكن أعلم أنها كانت أول لجنة للسياحة على مستوى الغرف بالسعودية. ومما ذكرت له أن الهيئة لم تكن حينها تسمح بأي أنواع السياحة وذكرت له بعض الحوادث الطاردة لها التي حصلت بتلك الفترة.<br />وقد اطلعت على إحدى الدراسات منذ عدة أعوام عن السياحة بالمنطقة وذكرت للصديق أثناء مسامرتي أن غالب الدراسات بالمنطقة لم تنظر إلى الميزة النسبية لها ولم تحددها أو تحدد أنواع السياح ومن أي بلد ومن أي طبقة دخل وما رغباتهم. ومن ثم تبني عليها خططا ومشاريع. كذلك لم تأتي للمنطقة بالجديد كوجهة سياحية. فجاءت ضعيفة وبأفكار مشاريع مكررة من مناطق أخرى. وعلى الرغم أن بعض المشاريع التي خصصت للاستثمارات العامة بالدراسات جاءت واعدة، إلا أن مشاركة القطاع الخاص أتت ضعيفة وبنطاق محدود. وباستطاعة القطاع الخاص أن يشارك بالتنمية السياحية وخاصة في المنتجعات والفنادق والنزل السياحية ان ما أتيحت له الفرصة ولست هنا أتحدث عن حالة فردية لمشروع ما، إنما لشركات مساهمة عامة. وذكرت له أن عدد من المبادرات كان ليس له جدوى اقتصادية بهذه الدراسات وقد حصل ما تنبأت عنه بأحدها وتوقفت في مهدها عندما طلب من القطاع الخاص الاستثمار.<br />ولكي نبدأ ونجتهد بالسياحة بالمنطقة الشرقية يجب علينا أولا دراسة الوضع القائم ومن ثم نقوم البناء عليها. وكذلك أن نحدد طبيعة السائح أهو أجنبي أو محلي لأن لكل طبيعته ورغباته واستثماراته. كماأان الرؤية تتحدث عن شيء مختلف وهو زيادة العائدات لخزينة الدولة كبديل عن النفط. أي أننا نتحدث عن سياحة الأجانب وهو الأمر المفقود بغالب الدراسات السياحة للمنطقة من استشاريين ومن اجتهاد نجدها بورش العمل. ولكي ننجح في هذا المنظور يجب أن تتوحد جهود القطاعات المختلفة التشريعية والتنظيمية وكذلك الاستثمارية لتحقيق أهداف الرؤية، وأيضا من أن نستوعب مفهوم السياحة. ولا نستطيع التحدث عنها بعدم وجود آلية أو معيار محدد نوجه الجهود لتحقيقه كما في الأعداد على سبيل المثال. كما أنه يستلزم بأن نعرف المطلوب ومنه المفهوم الخاص بالسياحة ليعمل الجميع على تحقيقه.<br />وبالخصوص فان التعريف الدولي للسياحة، وفقًا منظمة السياحة العالمية، هو: السياحة هي الأنشطة التي يقوم بها الأشخاص أثناء سفرهم وإقامتهم في أماكن خارج بيئتهم المعتادة لفترة زمنية متتالية لا تتجاوز سنة واحدة، لأغراض الترفيه أو غيرها من الأغراض غير المتعلقة بمزاولة نشاط مدفوع الأجر في المكان الذي تتم زيارته» كما أن بالمفهوم أن اغراض السفر: تتنوع بين الترفيه، العمل، التعليم، العلاج، أو أغراض دينية أو ثقافية. كما أن التعريف يهدف إلى قياس وتحليل الأنشطة السياحية بشكل موحد على مستوى العالم.<br />نحن في وضع تنافسي للغاية بالمنطقة الشرقية، فمملكة البحرين تبعد كيلومترات عن مدينة الخبر، ويحد المنطقة شمالا دولة الكويت وجنوبا دولة قطر ثم دولة الإمارات وكلها تبعد بمسافة ساعات قليلة بالسيارة عن المراكز الحضرية. والمنطقة هي الواجه لهذه الدول وما يشاهده الزوار عند أول قدوم برا وهو الأوفر غالبا. أي أننا نقف أمام مؤسسات وحكومات دولية كلها تجتهد لاستقطاب السياحة.<br />كما أن نجاحنا بالمنطقة الشرقية بالمنظور السياحي هو نجاح وتفوق المملكة بما فيها من قدرات هائلة، وما علينا بالخصوص إلا قبول التحدي.<br /><a href="https://x.com/SaudAlgosaibi" target="_blank">@SaudAlgosaibi</a><br />