<br />بين حركة السكون، وحرف الألف تتقاطع الإنسانية، فتزدهر مع جَبْرِ خاطر الآخرين، وتضمحل عند إجبارهم على ما لا يحبونه، فما الذي تختاره الإنسانية لتساوي بين السكون، والألف؟<br />جَبْرُ الخاطر، حكايةٌ نبيلة يقوم بها البعض لدعم الألفة، وتعميق العلاقات الاجتماعية، فالكلمة الطيبة رمزٌ لجبر الخاطر، فالتكبر، والغرور ليس طريقًا تتوسع فيه العلاقات؛ بل يضع نهاية لها، والتواضع حلٌ رائع كذلك، فعندما يتولى أحدهم مسؤوليةً ما، ويقوم بمساعدة الآخرين دون تعالٍ فلا يسبب لهم الحرج، ولكنه قد يتسبب في زرع بعض الأشواك على طريق الإنسانية، فعندما ترخي الحبل للبعض فسيخرجون عن السيطرة، وهكذا أشواك الورد إن لم تقطعها من جذورها فستؤلم يدك.<br />إجبار الآخرين، حكايةُ مؤلمة تتصدر القسوة بطولتها بعض الأحيان، وقد تسبب فساد ما زرعه الإنسان في حقل أخلاقه، فعندما يقوم شخصٌ بإجبار آخر على أمرٍ لا يريده، فان تكون النتيجة كما يريد، فقد تؤدي لمشاكل مأساوية، فالظلم سطورٌ لامعة تكتبه المعاناة، ولكن نهايتها مخيفة، ومع كل هذا قد يكون الإجبار يزرع بعض ما يزهر بعد فترة، فقد ينظر البعض للإجبار على أنه حبٌ للسيطرة، ولكن زهور تحمل المسؤولية ستتفتح.<br />تقاطعت الإنسانية بين الجبر، والإجبار، فجبر الخاطر جميل مع بعض الشوائب حوله من النتائج، والإجبار سيءٌ مع بعض الثمار اليانعة اللذيذة، فعندما يتزايد جبر الخاطر للأطفال سيصبح تدليلًا يفقدهم تحمل المسؤولية، والعكس صحيح، فعندما تجبر الأم أبناءها على استذكار دروسهم بدل اللعب فهي تريد مصلحتهم في التفوق الدراسي، وسينجحون بجدارة، وتتطور مهارة تحمل المسؤولية لديهم، وهنا مسمار التقاطع الذي وضعته الإنسانية، وهو مصلحة الطرف الآخر.<br />مسمار المنفعة هو التقاطع الذي وضعته الإنسانية لفك الأزمة بين حركة السكون في جَبْرِ الخاطر، وحرف الألف في إجبار الآخرين، فكن مرنًا، وشديدًا لمنفعة الطرف الآخر، وتتعمق العلاقات الاجتماعية مع مرور الأيام.<br /><a href="https://x.com/bayian03" target="_blank">‪@bayian03‬</a>