<br />تدفع أحياناً شهوة سماع أكف التصفيق وزيادة أعداد المشاهدات والمتابعين للوقوع في أخطاء تضر صاحبها ولا تنفعه، وكم من تغريدة قالت لصاحبها دعني، وكم من مقطع قال أو سيقول لصاحبه ليتك لم تسجلني. نحتاج إلى الوعي في التعامل مع الداعمين، فلا يجب أن يكون الإنسان ساذجاً يضر نفسه لتزداد أعداد المتفرجين عليه، أو يضع نفسه أسيراً لطلبات المتابعين، فليست كثرتهم دليل نجاح وليس شرطاً أن تكون علامة خير.<br />الداعمون نحو الهاوية يذكروني بموقف في سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم ذكرته كتب السيرة عن أبي جهل، فقد قال يوماً لمتابعيه بعنجهية: يا معشر قريش، إن محمدًا قد أبي إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وأني أعاهد الله لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلمونى عند ذلك أو امنعونى، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف – عائلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- ما بدا لهم. قالو المتابعون بدل أن يحرصوا عليه ويردوه عن غيّه: والله لا نسلمك لشي أبداً، فامض لما تريد. فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجراً كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسول الله كما كان يغدو إلى الحرم، فقام يصلي، وغدت قريش فجلسوا في أنديتهم يتابعون ما سيفعله أبو جهل، وأقبل أبو جهل حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساجد يريد ضرب رأسه الشريف، ثم رجع منهزماً، منتقعاً لونه، مرعوباً، قد يبست يداه على حجره، حتى قذفه من يده.<br />فقام إليه داعمو الأمس وقالوا: مالك يا أبا الحكم؟ قال: قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي فحلٌ من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هامته، ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فهم بي أن يأكلني. فذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ذاك جبريل لو دنا لأخذه».<br />احذر خصمك مرة، واحذر من يتابعك مائة مرة.<br />@shlash2020