<br />ما أكثر النعم التي بينا أيدينا وأنعم الله تعالى علينا بنعم لا تعد ولا تحصى حيث قال الله تعالى: «وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها». ولذلك، على الإنسان أن يدرك وأن يتأمل ويفكر في نعم الله عليه ومن أكبر هذه النعم التي لم يعرف الناس قدرها نعمة الصحة والعافية ولا يعرفها إلا المرضى وهى أن يسلم الإنسان من الأمراض في بدنه وعقله فالإنسان المريض يكون ضعيفا ولا يستطيع القيام بأمور الحياة على الوجه المطلوب والنظرة الإسلامية إنها أعظم نعمة بعد الايمان حيث يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - «ما أوتى أحد بعد اليقين خبرا من المعافاة.<br />وأمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه بالمحافظة على الصحة حيث قال الله تعالى «ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا أن الله يحب المحسنين» من الخطأ ان تحسب رأس مالك هو ما جمعته من مال وذهب لكن رأس المال الحقيقي هو جملة المواهب التي تتسلح بها ويسلحك القدر بها من الذكاء والقدرة والحرية هي الثروة الحقيقية.<br />بل من أعظم النعم هي نعمة العافية التي لا تطيب الحياة الا بها لذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا».<br />لذلك أمرنا الإسلام بزيارة المريض ليس بهدف صلة الرحم أو الصداقة أو الجار ولكن الهدف أن نعرف نعمة الله علينا ونعرف قيمة الصحة والعافية وأن هناك أناس يتمنون أن ينفقوا كل ما لديهم من أموال وسيارات وبيوت من أجل العافية في الأبدان.<br />لذلك، تجد الناس يغفلون عن هذه النعمة العظيمة وكثير من الناس تراهم لا يشكرون ولا يستغلونها في طاعة الله فأكثروا من زيارة المرضى في المنازل والمستشفيات ونرى المعاناة الحقيقية مع المرض. ولذلك، قيل ان الصحة تاج على رؤؤس الأصحاء لا يعرفها إلا المريض فكم من مريض يتمنى أن يمشى بقدميه ليزور اخوانه أو ليصل رحمه أو ليؤدي فريضة، وكم من مريض أعمى البصر لا يرى يتمنى أن يبصر ليرى مخلوقات الله ولكنه لا يستطيع، كم من مريض يتمنى أن يأكل ويشري ولكنه لا يستطيع، وكم من الحالات الاجتماعية التي نراها ونشاهدها كل يوم.<br />ولا يخفى عليكم في زمننا هذا، انتشرت الأمراض وكثرت بأسماء وأشكال ما كنا نسمع بها من الأورام والأمراض المستعصية وانتشر مرض السكر والضغط والفشل الكلوى والشلل واستئصال بعض الأعضاء من الجسم.<br />فنتقى الله في صحتنا وعافيتنا وأجسادنا ونشكر الله على هذه النعمة حيث قال الله تعالى: «اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور».<br />Abuazzam888@live.com<br />