<br />بعد حِين يفقه البعض قانون الحياة ويفهم أهم معادلاتها فتصبح استنتاجاته للأمور في لحظه و يتوصل للحلول بيسر، يوازن الأمور باعتدال، لا ينفعل على كل شيء و لا يسرف في مشاعر التأثر سوى بالمقدار الذي يناسبها.<br />يفهم الحديث المكشوف والمتخفي، يترجم نظرة العين ليس بترجمته السابقة الواعية بل بترجمة متمكنة حاذقة، يتساهل ليس لأن الأمر سهلا، «لا ولكن لأنه استوعب» كل ما سهلته هان و كل ما صعبته استصعب وعصى».<br />يستمتع بكل مناسبة يعيشها ويمنحها حقها فإن حضر مناسبة فرح استعد لتلك المناسبة بهندام جميل وتزين بما يلق، وإن دعي لتناول الغداء أو العشاء أو الإفطار لبى دون أن يتعلل بقيلولة أو مسلسل المساء ودون أن يعترض على وقت الصباح،<br />إن شارك في مجلس حزن اتشحت ملامحه بهيبة الحدث وإن شارك في مجلس للتشاور أشار دون أن يُلزم برأيه ودون أن يستخف بغيره فقد تعلم أن الأراء محصلة ثقافات غالبا وأحيانا تكون نتاج انفعالات ودائما يضبط نغماتها الأخلاق.<br />مشاعره تعْبر على كل انفعال دون رسوم، فإن غضب تحدث عما أغضبه وإن فرح جعلك تتجول في عبارات فرحه تلك العبارات تقرأها جليا مهما كان مزاجك في صوته وبريق عينه في حركة جسده وبهجة احساسه فتنعكس بصورة سحرية عليك وتعديك فتجعل ابتساماتك تجاريه وتزهر كل حِين.<br />هذا الشخص الذي فقه قانون الحياة بعد حِين «وأعني بالحِين هنا وقتا من الدهر مبهما، قد يكون طويلا استغرق سنوات وعقود وقد يكون قصيرا تبلور في أيام أو شهور أو بضع سنين»، لا تجده يُسرف في النواح على ما مضى ولا يُلبس البشر أسباب الخيبات ولا يبخس قدر ما يقدمه لنفسه؛ فقد تعلم إن الماضي»ذكرى لكتاب عنوانه تعلم» ، وإن الخيبات»مرجع لفهرس وازن» ، وإن ما يقدمه لنفسه»عهدا مكتوبا تتذكره الأيام إن نساه سطوره تقول:احذر فيما تقدمه لأنك ستسترجعه».