<br />يظن البعض أن القوة ألا تتأثر بكلمة أو مشكلة، ولذلك يشك – أو يُشكك- برجولته وصلابته عندما ترهقه كلمة سمعها أو مشكلة تعرض لها.<br />التأثر وحتى دمع العين أمر طبيعي، فنحن بشر، ولكن غير الطبيعي والذي لا يليق بالأقوياء: الاستسلام للمشكلة، ومن ثمّ التردي لما هو أسوأ.<br />رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشجع الناس وأكثرهم أيماناً وأقواهم ثباتاً ومع ذلك تأثر بالكلمة ودمعت عينه للمصيبة، ولكنه لم يتراجع عن مشروعه ولم يقل إلا ما يرضي ربه جل جلاله.<br />ومن المواقف المرهقة الكثيرة التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ذكرته كتب السيرة عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، حيث قال: حضرت -طغاة الكفر- وقد اجتمعوا في حجر إسماعيل بجانب الكعبة، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشى حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفًا بالبيت فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها.<br />هنا توقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتفت إليهم ثم قال: «أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسى بيده، لقد جئتكم بالذبح».<br />فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه ليرفؤه بأحسن ما يجد، ويقول: انصرف يا أبا القاسم، فو الله ما كنت جهولًا.<br />هذا هو التأثر الذي يجب أن نسعى لأن يكون تأثرنا مثله، تأثر يشجّع ويدفع لما هو أفضل، وليس تأثراً يسبب الاكتئاب أو يوقع في ردّات أفعال غير محسوبة.<br />ولذلك كن رجلاً، تأثر ولكن لا تستسلم فتتراجع.<br />@shlash2020