<br />تظل الكتابة حالة من الانتظار، انتظار لكلمة جميلة لم تُكتب بعد، لفكرة لم تكتمل، شعور لم يترجم على الورق.<br />أحيانا..<br />لا ننتظر.. لا تنتظر الأحباب بل الكلمات. تصبح الكلمات أحبابا، وكأن القلم يصيرُ بوابةً لروحك حتى تطل منها، تنظر إلى فراغ الحبر على الورق الأبيض، تسأل نفسك: ماذا لو كان الحبر مشاعرنا التي تنتظر مَن يحررها؟!<br />في ذلك الفراغ، ونحن ننتظر بقلق أو حتى ننظر شغف، تجدنا نراقب السطر التالي الذي الذي هو في الحقيق سطر لم يُكتب بعد، وفي كل حرف يخرج، نكتشف جزءاً منا لم نكن نعرفه، ربما الكتابة تنتظرنا بنفس شغفنا. تنتظر لمساتنا، لتعبر عنا بأبسط وأعمق الطرق.<br />هذا الانتظار يشبه كثيرا انتظار القلم للحبر متلهفا لإضافة قصة جديدة أو سطر مختلف. ينتظر أن يُكتب على الورق الذي سيحمله إلى الآخرين لتكون الكلمات نافذة تطل منها أرواحهم، تتسلل كصديق مخلص، وتظل هناك، تسكننا.<br />الكتابة بهذا المفهوم ليست مجرد عملية ميكانيكية بل لقاء روحي مع الذات، عندما نكتب، نحرر كل ما نحمله من أفراح وأحزان، من مخاوف وآمال.<br />من حب ووجع.. نفتح للقارئ نافذة يرى من خلالها العالم كما نراه نحن، يعايش تفاصيلنا، وربما يجد نفسه في ثنايا كلماتنا.<br />كم من قارئ وجد بين السطور صدىً لما يشعر به، وكم من كاتب وضع مشاعره بصدق، ليجدها تتردد في قلوب من يقرأها. القلم هو أداة تحرير، والحبر هو نبض الكلمات التي تنتظر منا أن نمنحها الحياة.<br />@karimalfaleh<br />