<br />بلغة الأرقام، جاءت النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي والتي عقدت في الرياض الأسبوع المنصرم؛ نسخة قوية للغاية، حيث شهد هذا اللقاء الدولي النوعي توقيع 126 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية بلغت 107 مليارات ريال، فيما تستهدف هذه الاتفاقيات تمكين الاستكشاف، والتعدين، والتمويل، والبحث والتطوير والابتكار، إضافة إلى الاستدامة وسلاسل القيمة المضافة والصناعات المعدنية.<br />قطاع التعدين في عالمنا اليوم بات أحد أكثر القطاعات التي تشهد تطورات متسارعة وأهمية بالغة؛ لما لهذا القطاع من أثر بالغ على الصناعات، وتعزيز الابتكارات، والمساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في تعافي الاقتصاد العالمي وقدرته على المضي قدماً في تحقيق معدلات إيجابية، تحقق للعالم واقتصاده أثر إيجابي وتطور نوعي.<br />اتفاقيات نوعية.. وشراكات مهمة<br />تتضمّن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها في هذا الحدث الدولي الهام؛ مذكرة تفاهم بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة توسيالي كورميتال العربية، للتعاون في إنشاء مصنع متكامل لإنتاج الفولاذ المسطح في مدينة رأس الخير الصناعية، كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة فالي لإنتاج قوالب الحديد الخام في رأس الخير، مما يعزز إمدادات المواد الخام الضرورية للصناعات الوطنية والعالمية.<br />وفي خطوة طموحة لتعزيز إنتاج النحاس، وقّعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع مذكرة تفاهم مع شركة فيدانتا المحدودة لإنشاء مصهر ومصفاة نحاس بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى مصنع لإنتاج قضبان النحاس بطاقة 300 ألف طن سنويًا في مدينة رأس الخير.<br />وشملت الاتفاقيات أيضًا إبرام مذكرة تفاهم بين شركة مكيال المالية وشركة التعدين البحري، تهدف إلى تأسيس صندوق لدعم مشاريع استكشاف واستغلال المعادن في أعماق البحار، ويعد هذا المشروع مبادرة مبتكرة لتوسيع نطاق استكشاف الموارد المعدنية واستخدام تقنيات حديثة في التعدين البحري.<br />فيما وقّعت الشركة الوطنية للصناعة مذكرة تفاهم مع شركة شنغهاي دونغهيشين للمواد الجديدة المحدودة، بهدف تطوير صناعة المواد المتقدمة، وتعزيز الكفاءة الإنتاجية والتقنيات الصناعية، كما تم الإعلان عن 4 مشاريع إستراتيجية منها إطلاق مشروع مشترك بين شركتي أرامكو ومعادن لاستكشاف المعادن الحرجة اللازمة لتحول الطاقة، وتجمع هذه الشراكة بين خبرات أرامكو في البيانات الجيولوجية والتقنيات الرقمية، وقدرات شركة معادن في مجالات الاستكشاف والتطوير، فيما أعلنت شركة باوستيل الصينية عن بناء أول مصنع متكامل للصلب خارج الصين بالتعاون مع شركة أرامكو وصندوق الاستثمارات العامة.<br />حدث دولي.. لمستقبل أفضل<br />مما لا شك فيه أن قطاع المعادن يعتبر أحد أكبر القطاعات حجماً وأهمية، الأمر الذي يجعل انعقاد نسخ متتالية لمناقشة تحديات هذا القطاع وكيفية تجاوزها أحد أكبر المحفّزات الداعمة، فحينما تلتقي العقول، وصناعة القرار، مع رؤوس الأموال؛ ستكون النتيجة الأبرز نجاح مستمر، وأثر يتنامى... لذلك يدرك العالم اليوم أهمية هذا الحدث لمستقبل الكثير من الصناعات عالية الأهمية، والابتكارات الحديثة.<br />ختاماً.. من المهم التأكيد على أن فعاليات النسخة الرابعة لمؤتمر التعدين الدولي، شهدت حضوراً قياسياً تجاوز 18 ألف مشارك من 170 دولة، وبمشاركة 405 متحدثين في أكثر من 70 جلسة، استعرضوا من خلاله أحدث التطورات في القطاع، ومناقشة التحديات والفرص المستقبلية، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي واستدامة قطاع التعدين لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم.<br />@shujaa_albogmi<br />