تلباثيا «الانتصارات».. أوهام الحزبية

يقلب الحزبيون المقيتون المفاهيم وحتى معاني الكلمات ليوظفوها، بلا حياء، في خدمة الحزب. في هذه الأيام يدعي حزبيو حزب الله وحماس، أنهم لم يهزموا، فالهزائم الكارثية الماحقة في غزة ولبنان، عندهم، ليست هزيمة، بل «انتصار»!. لماذا؟ يقولون لإن إسرائيل لم تقض كلياً على حماس والحزب. ويرون الانتصار هو بقاء أسم الحزب وبعض أبواقه، ولا يأبهون لمقتل عشرات الآلاف ولا لمئات الآلاف من المعوقين والثكالى والأرامل والإيتام، ويتجاهلون أن مواقعهم وقواتهم قد جرى دكها وتحطيمها، وأن مدناً وقرى كانت عامرة بالحياة والناس أصبحت يباباً، وتحتاج إلى عشرات السنين لإعادة تعميرها وتأهيلها مجدداً لتعود كما كانت. وهذا يعني أما أن قيادات حزب الله وحماس وأتباعهما، قد مردوا على الكذب وتضليل الناس، وهو الأرجح، أو أن عطلاً فيروسياً أصاب مخيخاتهم الحزبية بتلباثيا وعطلها عن العمل. وهذا الفكر الجنوني يمثل خطراً محدقاً، ما دام أن الخلايا الحزبية المنافقة تستمر بالترويج لهذه المفاهيم بين الناس. وأصبح للموت أنصار ومصفقين حتى في أوساط الطبقات التي تزعم أنها مفكرة ومستنيرة. ولا أعتى من التصفيق للتسبب بسفك الدماء وتدمير المدن لتحقيق المكاسب الحزبية. وهذا الفكر يعني أيضاً أن هؤلاء الحزبيين المقيتين، لا يرون الدمار والموت خسائر، والأرجح مستعدون لتكرار تهوراتهم الجنونية لمد مواطنيهم بمزيد من الدموع والآلام والدمار والنكبات والمقامرة بأوطانهم. وقد جلبت حماس لغزة خمسة كوارث، قبل هذه الأخيرة الماحقة، وجلب حزب الله كارثة عام 2006، قبل هذه الأخيرة المدمرة. ولا تزال بقايا الحزبين تهدد بالتسبب بكوارث. ولإنقاذ الأمة ودفعاً للأخطار ولتحقيق سلامة مواطني لبنان وفلسطين أولاً، لا بد من التخلص من هذه الأحزاب المتهورة ووسائلها وأشخاصها وأدواتها وإسكات المصفقين لها. وذلك يتحتم على أبناء لبنان وفلسطين، العمل من أجل إنهاء هذا الفكر المدمر، وإعادة تأهيل الشباب المضلل المخطوف، وتصحيح المفاهيم والمعاني و«تنظيف» المخيخات من الفيروسات الوبائية، وتحرير الشباب من أسر ثقافة تقديس الموت والدمار إلى تقديس الحياة والطموح إلى المستقبل. *وتر المخاتلون يهتفون بشعارات النصر، فيما الثكالى يواصلن النحيب بأسخى الدمع والإيتام يضجون في شوارع المدن اليباب والمهجرون تأكل أقدامهم دروب المنافي <a href="https://x.com/malanzi3" target="_blank">@malanzi3</a>