<br />بالأمس القريب أقامت إمارة القصيم ندوة بعنوان: «الإرجاف وسبل مواجهته» برعاية ومشاركة كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل بن مشعل آل سعود وعدد من أصحاب المعالي والسعادة تعزيزاً لأهمية صناعة الوعي الفردي والمجتمعي بخطر الأراجيف والشائعات المستهدفة للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، اجتماعاَ وولاءً. والذي من خلاله رفعت راية الخطر المستنهضة لهمم أطياف المجتمع الفكرية وقياداته التعليمية والتربوية، ورواد ورائدات العمل الشبابي والمجتمعي للوقوف صفاً واحداً في وجه الخطر المحدق بمجتمعنا ومقدراتنا البشرية والمادية من قبل الأعداء والمرجفين والمتربصين عبر أدواتهم المتعددة ومن أبرزها: التأويلات الفاسدة للنصوص الشرعية وقراءتها وفق منظور دموي جاهل بعيد كل البعد عن منهج السلف الصالح وعلماء الأمة الربانين -رحمهم الله تعالى-، ومحاولة إسقاط النصوص على النوازل والأحداث التي تمر بها الدول والمجتمعات دون فقه للواقع والحال؛ فعندئذ يقع المحظور وتسفك الدماء وتهدم المساجد والمساكن، ويُهلك الحرث والزرع تذرعاً بذرائع فاسدة منطوقاً ومفهوماً.<br />ولتسويق وتزويق تلك النصوص لدى صغار السن يعمدون إلى صناعة قدوات مزعومة ومصبوغة بالصبغة الشرعية وتمكّن بالمال لمخاطبة الحاجات البيولوجية والنفسية والاجتماعية لدى الضحايا المستهدفة، ومخاطبة المشاعر بأسلوب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، قشوره الإصلاح وجوهره الهدم والخراب، ليسهل بعد ذلك عزلهم عن المجتمع والتعامل معهم وفق سياسة الذئاب المنفردة المرتكزة على غسل الأدمغة وإعادة بناء الشخصية وفق معطيات دموية تخريبية، وإشاعة الإحباط واليأس بينهم، والاعتقاد بكفر المجتمع وضرورة استئصاله تمهيداً للإصلاح المزعوم، وتوجيه الضحاياً للمعرّفات الإلكترونية التي تنادي بالإصلاح المزعوم، والتشهي بسب وانتقاص العلماء، وإسقاط رموز المجتمع وقياداته، وإذكاء النعرات القبيلة والانتماءات الطائفية، ومخاطبة الغرائز الجنسية والنشوات العقلية المحرمة وفق ما يُعرف بإدارة التوحش والإرهاب.<br />ومن هنا تبرز أهمية دور الأسرة باعتبارها حصن المجتمع وقاعدة أمنّه، وخطه الدفاعي الأول في احتواء أفرادها وإحاطتهم بالرعاية والاهتمام، ومساعدتهم في تجاوز عقبات الحياة ومتاعبهم، وإشباع حاجاتهم العاطفية والمادية، وإشاعة ثقافة التفاؤل والاستشراف للمستقبل المشرق بإذن الله تعالى، وتعزيز لغة الحوار ومناقشة الأفكار والرؤى المعاصرة بلغة هادئة عقلانية، وحثهم على تعظيم النصوص الشرعية والصدور عن العلماء في فهمها، وكسر حواجز العزلة الإلكترونية حول الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتتكامل مع المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها التعليمية في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والإرهاب، وتعزيز قيم التعايش والسلام العالمي، وإعمال مهارات التفكير الناقد في فحص المعلومات وتدقيق مصادرها، والتفريق بين الحقائق والشائعات، وتشجيعهم على السؤال والاستبصار، والبعد عن التسليم المطلق للمصادر المشبوهة المتسترة خلف وسائل التواصل الاجتماعي بألقاب ومعرّفات مجهولة.<br />وأخيراً وفي ظل دعم الدولة -أيدها الله تعالى- للقطاع غير الربحي بكافة مؤسساته ومنظماته، تبرز أهمية دور الجمعيات التعليمية والبحثية والشبابية والمجتمعية المتخصصة في استحداث منهجيات تعليمية نوعية، وابتكار أدوات توعوية منافسة لاستقطاب الشباب والشابات، وتشجعيهم على الاندماج في المجتمع، والمشاركة في بناء الدولة ومؤسساتها وتنمية قطاعاتها وفق منهجية معتدلة شرعياً، ومتعايشة عالمياً، وبهذا يوصد الباب على كل متربص ومرجف، ويقطع الطريق على كل محبط ومتشاءم، وينعم المجتمع بالرخاء والاطمئنان والسلام.<br />@mesfer753