<br />ما يصيب المرء ينكره، يصيب المرء كل شيءٍ قد يُصاب بمرء، فيجد صعوبة في استيعاب مصيبته الأولى، يكاد لا يصدق، كجهاز قد اشتراه بالأمس وسُكب عليه دمع اليوم، فتلف، وغدا لا يتنفس، ولا يغني، ولا يعكس إلا وجه هذا المرء، يعكسه على شاشة سوداء سارقةً أضواءً حول المرء نفسه لتنسبها لنفسها، فتقدم بسرقتها كل ما يمكنها أن تقدمه:<br /><br />وجه إمرؤٍ متخشب أمام جهاز، ينتظره يتنفس ويغني ويعكس صورًا غير صورة شخص يائسٍ متجمد لا يعرفه.<br /><br />ما يصيب المرء يغضبه، لِمَ لم يعمل الجهاز؟! أدموع المرء كانت مالحة لهذا الحد؟ ألا يكفي ما عاناه ليناله؟ فيقول المرء: هل يحاول إخباري بأنني لا استحقه؟ ومن هو لكيلا أكون جدير به؟ أنت اللوح هنا يا هذا وليس أنا! أنت المتخشب الصامت السارق الذي أصبح لا جدوى له بعد دموعٍ يسير.<br /><br />نعم بعد دموعٍ يسيرة! وشعرت بالغيرة من دموعي... نعم بالغيرة! فأنا أبدي مشاعري بصوتي وبدمعي المالح وبتعابيري وأنت لا، أنت -كما قيل لي من شخص قريب- "لا أفضلك على الكناسة" وإلى هناك تنتمي .. فحطم المرء الجهاز.<br /><br />ما يصيب المرء يحزنه، أصبح المرء محيطًا بالحطام، يسكب ما شاء له من الدمع المالح وينزف ما طاب له من الدم الحائر، فلم يعد هنالك جهازًا أصلا، ويقول في نفسه: ماذا لو كان يريد التحدث إلي ؟ ماذا لو كان يشرح لي مشاعره بطريقته؟ هل سواده وسرقاته هي دمعه المالح؟ ربما حاول مواساتي بمشاركتي دمعه هو أيضًا...لقد حطمته... لقد مات بدمعه وسواده... فأصبحنا أنا وهو ...كناسة.<br />ما يصيب المرء يخدشه<br /><br />والخدشُ فوق الخدشِ يدميه<br /><br />ما كان سلوكي مستنكرًا<br /><br />وإنما كيًا لجُرح فيه<br /><br />فدعوني، بارك الله لكما<br /><br />وحدي في خيالي وصافيه<br /><br />واذرأ دمي يسيل يا خليلي<br /><br />كما ذرؤوه قبلك ذويي<br /><br />لا خوفًا ولا حزنًا يصحبك<br /><br />فخالق دمي حيًا يحميه<br /><br />والنعم بالله خالقًا رحمانًا<br /><br />يخلق الحزن فيرحم ويمحيه<br /><br />@Lafyyyyyyyyyy