<br />تشتهر بالنخيل والتمور والحب والمشاعر، هذه هي تلك الأرض الطيبة التي لا زالت تجود بالنخيل والثمار منذ سنوات ولسنوات إلى ما دون فناء، لا يمكن ألا أن تشعرك التربة والسير وسط المزارع وأصوات المواشي ورائحة الطباين وابتسامات المارة بالحنين لذكريات قد لا تكون جزء منها.<br /><br />عندما تزور هذه المحافظة ستنصدم بالموروث الهائل الذي خلفته هذه الأم المباركة منذ الأزل فطعامها الطيب وليمونها المنعش وتمرها الجني سيقودك لتتجذر في وسط أحشائها لتشعر أنك تنتمي إليها لتعود وتزورها دون ما كلل لأن جميع الطرق تقود للأحساء.<br /><br />كما نقول بلهجتنا المحلية (الحسا حساك لو الدهر نساك) فالفنون التي تقدمها هذه المحافظة من رقصات شعبيه كالمجيلسي ودق الحب وأهازيج يرددها الأهالي إلى عادات المناسبات كالأعياد والناصفة والقرقيعان وصولًا للتهاويد التي ترددها الأمهات على مسامع أبناءها الصغار يجعل من ثقافتها جزء لا يتجزأ من تراث بلادنا العريق المزروع بالتقاليد الثقافية والحضارية.<br /><br />عندما تبدأ رحلتك بسوق القيصرية ستحط على مسامعك فورًا ترانيم مصدرها أفواه أصحاب دكاكين المشالح والبشوت، البشت الحساوي الذي يعد رمزًا خليجيًا وعربيًا لجودة صناعته يدويًا وحرفية حياكته ودقتها عبر السنين، ستمر على محلات العود والعطارة سترى من يبيع الخبز الأحمر ومن يشتري الذهب ستمر بالأحياء القديمة والأزقة الشعبية المنبعث منها رائحة الماضي العريق لهذه المدينة وصولًا لجبل قارة ذلك المكان الروحاني المدهش الآسر بتكويناته الصخرية الذي ضم للائحة التراث العالمي عام ٢٠١٨ بعد واحة الأحساء.<br /><br />الأحساء ليست مجرد محافظة ينسى تفاصيلها من زارها وحل بها لأن لها رسوخ عجيب بالذاكرة يجعل من موقعها المميز محط ترحال للزوار والسائحين من كل مكان بهذا العالم.