<br />في عالم يواجه تحديات بيئية وموارد متناقصة، لم يكن الأمر أكثر إلحاحًا من قبل لاستكشاف الحلول التكنولوجية المبتكرة التي من شأنها أن تسهم في إرساء أسس مستقبل أكثر استدامة، بصورة تلتقي مع متطلبات المرحلة الحالية والخطط والاستراتيجيات التطويرية التي يسير نحوها المستقبل بمختلف الأسس التنافسية والتحديات المصاحبة لهذه التغيرات والتطورات في طبيعة الموارد وأسلوب إدارة الحياة والتقارب التجاري والصناعي والتعليمي بين دول العالم ومواجهته لما يتشارك من هموم وفق ما تسمح به آليات الموقف وهذا كله استدعى تلك الحاجة للابتكار والتطوير والإبداع في مجالات التقنية والتكنولوجيا.<br />في الواقع، تشهد السنوات الأخيرة تطورات هائلة في مجال التكنولوجيا الخضراء والمستدامة، من الطاقة المتجددة إلى الزراعة الذكية ووسائل النقل الكهربائية، باتت هذه التقنيات تؤثر بشكل ملموس على حياتنا اليومية وتغير من نمط استهلاكنا وإنتاجنا. وبالتالي في الواقع الذي نعيشه ويترتب عليه حاضرنا ومستقبلنا.. وفي هذا السياق، تُعتبر المملكة العربية السعودية رائدة إقليميًا وعالمياً في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة، فقد اتخذت المملكة خطوات جريئة في السنوات الأخيرة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتقليل بصمتها الكربونية. وتستهدف المملكة الوصول إلى 50% من إجمالي إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وهو ما يأتي ضمن خطط واسترايتيجيات ومستهدفات الرؤية الطموحة.<br />فعلى سبيل المثال، شهدت أنظمة الطاقة الشمسية تحسنًا ملحوظًا في كفاءتها وانخفاض تكاليفها، مما جعلها خيارًا أكثر جاذبية للأفراد والمؤسسات على حد سواء. كما أن ظهور السيارات الكهربائية قد ساهم في الحد من انبعاثات الكربون ودعم التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.<br />وفي مجال الزراعة، باتت التقنيات الرقمية تساعد المزارعين على إدارة مواردهم بكفاءة أكبر وتعظيم الإنتاجية مع الحفاظ على البيئة، فالاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي يمكّنان المزارعين من رصد احتياجات النباتات وتحسين عمليات الري والتسميد.. وكثيرة هي الأمثلة التي يمكن سردها في ذلك السياق ويبقى الأثر الأهم في نتاجها على ما توفره لنا التقنية من قدرات عالية تسرع وتسهل المسارات وتلبي الاحتياجات وتحقق المستهدفات بما يرتقي بمستقبل البشرية ويعزز جودة الحياة.<br />لا شك أن هذه التطورات التكنولوجية تمثل فرصًا هائلة لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة وحول العالم، ولكن الأمر لا يخلو من التحديات أيضًا، فالحاجة ماسة إلى استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، إلى جانب الحاجة إلى تغيير السلوكيات والعادات الاستهلاكية للأفراد والمجتمعات.<br />ومع ذلك، فإن الأمل لا يزال قائمًا. فالتكنولوجيا المستدامة تتطور بوتيرة متسارعة، ويتحول الوعي المجتمعي نحو ممارسات أكثر صداقة للبيئة، وبالتعاون بين القطاعين العام والخاص، يمكننا أن نرسم ملامح مستقبل أكثر خضرة وازدهارًا للأجيال القادمة في المملكة وحول العالم.<br />@alnajaei_1<br />