<br />كُلٍ منا لديه مخيلة واسعة يعيش بها سرًا دون علم أحد، يستأنس ويحزن ويترفه بينه وبين نفسه على هاته التخيلات والحياة الوهمية لكنه لا يدرك خطورة الخيالات الواسعة على حياته الواقعية.<br /><br />لمَ لا نعيش حياة كالتي في مخيلتنا؟ سؤال يتردد كثيرًا في داخلنا، بينما نعيش في خيالنا ونصنع المحبة و"العالم الوردي" كما يُسمى ننسى ونتجاهل واقعنا بما يشمله من مواقف جميلة وحزينة في ذات الوقت، بل البعض يعتبر العالم الوردي عالمه الخاص للهروب من الواقع فلا يجد الإنسان نفسه إلا في هذا العالم المخيف.<br /><br />فشخص كلما عاش موقف حزين على سبيل المثال، ذهب يرسم في مخليته الموقف مع تغيير جوانبه وآثاره ليصبح أجمل وأسعد، فقد يتخيل إنه سعيد بوجود صديق مثالي يستمع إلى كل حرف يُقال له بكل رحابة واهتمام لكن الواقع عكس ذلك، صديق متملل يحاول إنهاء المحادثة وعدم السماع له.<br /><br />يا تُرى هل يدرك هذا الشخص خطورة هذا التخيل؟ قد يشعر بالإحباط والحزن الشديد لعدم توافق خياله مع الواقع، وهُنا تكمن المشكلة.<br /><br />قد تسعدنا هذه التخيلات الوهمية، وتأخذنا إلى مواقع نتمناها ولا نرغب العودة منها وقد يتفاقم الأمر ان نضل أسرى لمساحاتها فترات طويلة ، ولكن يجب علينا الانتباه للواقع والحقيقة فهي أمر لابد من استيعابه والاعتناء به، فقد يصدف إنك تعيش في مخيلتك الصغيرة وتتسع إلى مالا نهاية ويتكرر السؤال وتتكرر الأمنيات بالعيش في هذي المخيلة.<br /><br />الله جل جلاله كتب لك هذه المواقف بِجَل جوانبها المحزنة والمفرحة قبل الآف السنين فالاعتراض عليها أمر غير مرغوب فيه، عش في حياتك الواقعية حاول جعل المواقف أجمل بالكلام الصادق المهذب، استمع لكل ما يدور بينك وبين رفيقك كما تريده أن يستمع إليك، عندها ستجد أن واقعك مُمتع بلا مشاكل.<br /><a href="https://x.com/drovx7" target="_blank">@drovx7</a>