كابشن :<br /><br />في إحدى القصص المؤلمة، وقفت الإبنة أمام شقيقها تطالب بحقها الشرعي في ميراث والدها،<br /><br />المقال :<br /><br />شكرًا لوزارة الأوقاف على تخصيص خطبة الجمعة عن الميراث، كان من المفترض أن يكون الميراث رابطًا يقوي أواصر الأسرة، ولكنه أحيانًا يتحول إلى فتيل يشعل خلافات لا تُطفأ. هناك حيث يختفي الإخلاص وتُبدَّل القيم، يظهر "سارقوا الميراث" ليطعنوا في صميم العلاقات الأسرية، متجاهلين وصايا الله وحدوده. وفي خطوة تستحق الإشادة، طلبت وزارة الأوقاف من أئمة المساجد تخصيص أحد خطب يوم الجمعة للتوعية بأهمية توزيع الميراث وفق الشريعة. هذه المبادرة تُظهر إدراك الوزارة لخطر هذه القضية على المجتمع، ودورها في نشر التوعية الدينية لتجنب الظلم، ولتعزيز قيم العدالة والرحمة التي دعا إليها الإسلام.<br /><br />في إحدى القصص المؤلمة التي حصلت في دولة خليجية، وقفت الإبنة أمام شقيقها تطالب بحقها الشرعي في ميراث والدها، بعد أن تُوفي تاركًا وراءه منزلاً وأرضًا. لكن الشقيق، بدلاً من أن يكون السند، قرر تجاهل حقوقها، رافضًا تقسيم الميراث. لجأت فاطمة إلى المحاكم لتثبت حقها، لكنها دفعت ثمنًا غاليًا، حيث وقفت في قاعة المحكمة مواجهةً شقيقها الذي تحول من سند إلى خصم.وفي قصة أخرى، لعب الوكيل دور الوصي على أموال موكلته وأبنائها القُصَّر بعد وفاة والدهم. وبذريعة أنه "الحارس الأمين"، استثمر أموالهم البسيطة لمصلحته الشخصية، مُضاعفًا ثروته لتصل إلى الملايين. وعندما كبر أبناء موكلته وطالبوا بحقوقهم، أعاد لهم مبالغ متواضعة بالكاد توازي قيمتها الأصلية بعد انخفاض قيمتها السوقية، مدعيًا أنه لم يفعل شيئًا سوى حفظ أموالهم وهناك قصص وروايات ممتلئه اروق المحاكم بها فيما يخص توزيع الميراث أن تأخير تقسيم الميراث بين الورثة يُعد واحدًا من أبرز القضايا التي تؤدي إلى مشكلات اجتماعية وأسرية كبيرة. فقد يتعمد البعض تأجيل القسمة لتحقيق مكاسب شخصية، أو بسبب نزاعات داخلية بين الورثة. هذا التأخير يؤدي إلى تعطيل الحقوق، ويدفع البعض، خاصة النساء والأيتام، إلى معاناة طويلة في انتظار حقوقهم. الله سبحانه وتعالى وضع حدودًا واضحة للميراث، فقال:<br /><br />﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ﴾ [النساء: 11].<br /><br />وحذر من التعدي على هذه الحدود بقوله:<br /><br />﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [النساء: 14].<br /><br />ورغم وضوح الشريعة، إلا أن العديد من القصص تبرز استمرار الظلم في توزيع الميراث، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحقوق النساء. الميراث ليس مجرد أموال أو ممتلكات تُقسم، بل هو اختبار حقيقي للأمانة والعدل. تأخير تقسيمه، أو سرقته، ليس مجرد تعدٍّ على الحقوق، بل هو خيانة للأمانة.<br /><br />على المجتمع أن يواجه هذه الظاهرة بحزم، ويعيد الحق لأصحابه قبل أن يُقضى بينهم في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا جاه.