<br />&rlm;علاقتنا مع الصديق علاقة معقدة، أما أن نتساهل في مصادقة كل أحد فنقع في صديق سوء يدمر حياتنا، أو نصادق من لا يفيدنا ولا يقدم لنا شيئاً، فقط لنرضي غرورنا بسيطرتنا عليه وتوجيه لدفة حياته، أو نصادق من يوقعنا في المهالك بسبب فهمنا أو فهمه الخاطئ للصداقة فننصره أو ينصرنا ظالمين ومظلومين بالمعنى الحرفي وليس بما وضحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.<br />وكم من مطالبة بعتق رقبة كان سببها الفزعة مع صديق. في سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم موقف من مواقف تبين أهمية الصديق والعناية باختيار الصديق، ففي يوم من الأيام اجتمع طغاة قريش في الحرم يذكرون أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ طلع عليهم، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأخذوا بمجامع رداء من جاء لهم بالخير والفلاح، وقالوا: أنت الذي تنهانا عما كان يعبد آباءنا؟<br />فقال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بثبات: أنا ذاك. فانقضوا عليه، هذا يحثّه، وهذا يبلبله، وأقبل عقبة بن أبي معيط فلوى ثوب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على عنقه، فخنقه خنقاً شديداً، وأتى الصريخ إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أدرك صاحبك، فجاء يجري إلى الحرم، وأخذ بمنكبي عقبة بن أبي معيط ودفعه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ يضرب هذا، ويجاهد هذا، وهو يقول:<br />ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟! &rlm;فانصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر رضي الله عنه، وضربوه ضرباً لا يعرف وجهه من أنفه، وكانت له أربع غدائر فما يمسّون منها شيئاً إلا رجع معهم، فحمله بنو تيم في ثوب وأدخلوه منزله، ولا يشكون في موته، فتكلم آخر النهار، وكان أول كلمة نطق به السؤال عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلاموه، وخرجوا من عنده، وعرض عليه الطعام والشراب فأبى أن يأكل أو يشرب حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما هدأ الليل وسكن الناس أوصلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في دار الأرقم، فلما وجده بخير ساغ له الطعام والشراب.<br />اعتن باختيار صديقك، فهو من ينفعك ويرفعك.<br />@shlash2020