<br />في كل منزل، هناك ابنة تجد في التسوق الإلكتروني سحرًا لا يقاوم، أما ابنتي الجميلة وجود، فتجعل منه مغامرة غير متوقعة. تبتاع الكثير، حتى جاء يوم طرق فيه مندوب التوصيل الباب طالبًا فتح الكراج! وفي لحظة ذهول، تساءلنا: ما الذي طلبته هذه المرة، ولماذا لا يسعه الباب؟ لنكتشف أنه كرسي ألعاب فاخر، أشبه بعرش ملكي وكان يوما مليئًا بالضحك والدهشة.<br />لكن شغفها لا يتوقف عند ذلك، فهي تقتني الكثير من الأحذية، لكنها تعود دائمًا إلى القليل الذي يمنحها الراحة. عندها أدركت أن الأمر ليس مجرد تفضيل، بل معضلة يواجهها الكثيرون، تمامًا كما دفع الإحباط مؤسس «زابوس» إلى إطلاق شركته، بعد أن أخفق في العثور على حذاء يجمع بين الأناقة والراحة كما يشتهي.<br />بدأت هذه الشركة بفكرة بسيطة: تسهيل شراء الأحذية عبر الإنترنت، لكنها تحولت إلى نموذج يُحتذى به في ثقافة العمل السعيد والاهتمام بالعملاء. فكيف بدأ كل هذا؟ وما العلاقة بين البحث عن الحذاء المثالي ونجاح الشركات القائمة على السعادة؟<br />عام 1999، واجه نيك سوينمورن صعوبة في العثور على حذاء يناسبه، مما ألهمه فكرة بيع الأحذية عبر الإنترنت، رغم أن الفكرة آنذاك بدت غير عملية لغياب إمكانية التجربة قبل الشراء.<br />ركزت زابوس على إسعاد العملاء عبر تجربة شراء استثنائية، حيث يقضي موظفوها ساعات في مساعدة الزبائن، لكن سر نجاحها كان في سعادة موظفيها أولًا، إذ وفّرت لهم بيئة مليئة بالإيجابية والحرية والاحتفاء بالإنجازات. هذه الثقافة جعلت «زابوس» أكثر من مجرد متجر إلكتروني، ما دفع أمازون للاستحواذ عليها عام 2009 مقابل 1.2 مليار دولار، مع الحفاظ على روحها الفريدة.<br />لم تكن «زابوس» حالة استثنائية، بل جزءًا من تحول عالمي نحو بيئات عمل أكثر سعادة، حيث أثبتت الدراسات أن الموظفين السعداء أكثر إنتاجية وولاءً. لذلك، أصبحت كبرى الشركات تتبنى مفهوم «السعادة المؤسسية» عبر خلق بيئة تحترم الموظفين، توفر المرونة، وتعزز الصحة النفسية، مما ينعكس إيجابيًا على نجاحها<br />يقول توني هسيه «الرئيس التنفيذي السابق لشركة زابوس»: «نحن نؤمن أن السعادة هي المحرك الأساسي للإنتاجية والإبداع في العمل».<br />والسؤال الأخير:<br />ما الذي يجعلك سعيدًا في عملك؟<br />@raedaahmed