<br />سؤال يطرح نفسه هل بالإمكان رضا جميع الناس؟ أعتقد أنه من رابع المستحيلات إرضاء الناس.<br />رضا الناس غاية لا تدرك من العبارات الشهيرة التي ما زلنا نستخدمها في العالم العربي، فمهما فعلنا ومهما حاولنا فلن نرضي الناس جميعاً، ومن سعى ليكسب رضا الناس خسر نفسه.<br />بالطبع المثل القائل رضا الناس غاية لا تدرك لا ينطبق على الجميع فكثيراً من الناس يتمتع بالأخلاق الحسنة ويترك أثراً واضحا في بناء المجتمع وأفراده، فالأخلاق الحميدة تسهم بشكلٍ كبير في دفع المجتمع ليكون مجتمعاً فاضلًا.<br />أصاب الشاعر حين قال: «ضحكت فقالوا ألا تحتشم؟ بكيت فقالوا ألا تبتسم؟، بسمت فقالوا يرائي بها، عبست فقالوا بدا ما كتم، صمت فقالوا كليل اللسان، نطقت فقالوا كثير الكلام، حلمت فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لانتقم، بَسَلتُ فقالوا لطيشٍ بـــــه، وما كانَ مجترئاً لو حَكم، يقولون شَذَّ إذا قلــتُ: لا وإمَّعةً حينَ وافقتُهم ، فأيقنت أنِّي مهما أردتُ رِضا النَّاسِ لا بُدَّ من أن أُذَّم.<br />هذا المثل المطابق لحال الجميع في كل المجتمعات، خاصة في مجتمعاتنا العربية ويمثل جانبا كبيرا من حياتنا، فهل نستطيع إرضاء الجميع؟ لا أظن وقد كتبت في هذا الموضوع سابقاً.<br />أمثلة.. أبدأها بأبسطها.. زوجات يشتكين من عدم رضا أزواجهن، تقول إحداهن أعد الطعام وأكون في غاية السعادة لتقديمه لزوجي لكن وللأسف أُصاب بخيبة أمل، الطعام ناقص ملح، أو الملح زايد يرفع الضغط. في الواقع الذي يرفع الضغط عدم الرضا، وأيضا الزوجة يتفانى الزوج ليسعدها بأنواع من الهدايا والملابس وللأسف يصدم بعدم الرضا، فكل ما أحضره لا يتناسب وذوقها، هذا بالنسبة لأصغر حالات عدم الرضا.<br />رضا النّاس غاية لا تدرك، حقيقة وواقع لا يخفيان على أحد، أعتقد أنه واقع في كل زمان ومكان.<br />ومثال آخر لموظف يبذل كل ما في وسعه ليرضي ربه ثم الدائرة التي يعمل بها لزيادة الإنتاج ويرضي رئيسه فيقابل من الرئيس بعدم الرضا أو الانتقاد غير البناء «كان من المفترض أن تفعل كذا»، منتهى التحطيم.<br />من أشهر القصص قصة جحا وحماره، - أعزكم الله - المعروفة التي وصفت محاولات جحا وحماره عندما سار في طريقه بصورٍ مختلفة لكي يحقق رضا من حوله، ولكنه فشل ولم يجد إلا النقد والاستهزاء<br />حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس، فلا تبتئس.<br />Aneesa Makki@<br /><br />