<br />انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، يوم الثلاثاء «28 رجب 1446هـ الموافق 28 يناير 2025م». ولكنه ترك خلفه عطاءا كبيرا، وسيرة عطرة أثرت في البناء والتنمية على مستوى المملكة عامة، والمنطقة الشرقية خاصة. وكان أميرا أنسانا يتمتع بصفات القيادة والحكمة ورجاحة العقل، ويمتلك النظرة المستقبلية والثقافة الرفيعة. وأضف إلى ذلك، أنه كان مؤسساً للعديد من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى خدمة الوطن والمواطنين، والتنمية الإنسانية والاجتماعية.<br />وفي هذا المقام أتقدم بأصدق التعازي والمواساة إلى قيادتنا الرشيدة، وأسرته الكريمة، وذويه ومحبيه، وكذلك إلى أهالي المنطقة الشرقية خاصة، والذي عاش معهم وبينهم سنينا من الازدهار والتطور والتنمية والعطاء في مجالات شتى. ولا شك أن المصاب جلل والفقد عظيم، وترك أسىً وحزنا بالغا في نفوسنا جميعا. ولكنها سنة الحياة التي أراد الله سبحانه وتعالى لحكمته البالغة أن يكون لكل نفس أجل مكتوب. فتغمد الله الفقيد الأمير الإنسان بواسع رحمته ومغفرته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعا الصبر والسلوان.<br />ومن منطلق أن الإنسان أثر، فقد ترك أمير الإنسانية - رحمه الله - آثارا وبصمات إنسانية ومجتمعية، وذكرا حسنا، وأيادي بيضاء لا تنسى في ذاكرة الناس. وكانت حياته حافلة بكثير من المنجزات والعطاءات خلال فترة توليه منصب أمير المنطقة الشرقية، والتي امتدت من عام «1405هـ الموافق 1985م» وحتى عام «1434 هـ الموافق 2013م». وخلال هذه الرحلة الزمنية شهدت المنطقة الشرقية العديد من المشاريع التنموية، والانجازات على المستوى المجتمعي والإنساني والاقتصادي.<br />وقد أطلق الأمير -رحمه الله- الكثير من المبادرات لترسيخ وتعزيز مفهوم العمل الخيري والإنساني من خلال مؤسسة «الأمير محمد للتنمية الإنسانية». هذه المؤسسة التي هي أنموذج في القيم المؤسسية من ناحية التنوع، العالمية، المرونة، والاستدامة. والتي من أهدافها، التنمية للمجتمعات المستهدفة من خلال دعم البرامج والمشاريع التنموية، وخدمة المشاريع الإنسانية والتخطيط لها، ومحاولة إيجاد أفضل الأساليب لوضع الأفكار موضع التنفيذ. والتي قال عنها رحمه الله: «أنشأت المؤسسة لتحقق أهدافًا إنسانية على المستوى المحلي والعالمي وتتمثل هذه الأهداف في إيجاد حلول إبداعية للتحديات التي تواجه المجتمعات وإطلاق البرامج والمبادرات طبقًا لأحدث الممارسات».<br />ولا بد من الإشارة والإشادة في أن الأمير - رحمه الله - أطلق عدة جوائز لدعم الابداع والتميز، وللتحفيز والتشجيع، منها جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر، وجائزة لأفضل أداء خيري في الوطن العربي، ومن أوائل من أطلق جائزة للأداء الحكومي المتميّز، وكذلك للتفوق العلمي، وللدعوة والعناية بالمساجد، وأيضا لدعم وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، ولأفضل عمل متميز في اليوم الوطني.<br />ومن الأعمال التي ستبقى لها أثر هام ومشرق في مسيرة التعليم، هي إنشاء «جامعة الأمير محمد بن فهد» فهي جامعة نوعية ومتميزة، وبمواصفات عالمية، وتستخدم أفضل التقنيات من أجل المساهمة في صناعة جيل جامعي يكون له إنجازات أكاديمية وبحثية ومهنية في المجتمع، ومسيرة الجامعة اليوم خير شاهد له على دعمه وجهوده المبذولة التي جعلت الفكرة والحلم حقيقة على أرض الواقع.<br />والجدير بالذكر، أن الأمير - رحمه الله - كانت ولا زالت آثاره وانجازاته، وعطاءاته متعددة ومتميزة، وتركت بصمة في نفوس أهالي الشرقية خاصة، والمملكة بصفة عامة. والحقيقة، أن العمل المؤسسي الإنساني الخيري والمستدام، وصناعة الإنسان من خلال جامعة، هو من أجود وأنفع ما يتركه المرء بعد رحيله. فجزاه الله عنا كل الخير والأجر، والمغفرة والرحمة.<br />@abdullaghannam<br /><br />