<br />تشير الدراسات والتجارب الحديثة إلى أن تقليص ساعات العمل إلى أقل من 8 ساعات يومياً أو أيام العمل إلى 4 أيام أسبوعياً يمكن أن يؤدي إلى فوائد متعددة للأفراد والمؤسسات. أفادت صحيفة «ذا غارديان» في 27 يناير 2025 أن أكثر من 200 شركة في المملكة المتحدة، تضم أكثر من 5000 موظف، اعتمدت أسبوع عمل من 4 أيام بدل 5 ودون تخفيض في الرواتب. وأشارت التقارير إلى أن ذلك التحول ساهم في تقليل استقالة الموظفين وإلى زيادة الإنتاجية. في 29 يناير 2025، نشرت «ذا تايمز» تقريراً يشير إلى أن الشركات التي تبنت نظام 4 أيام عمل في الأسبوع لم تندم على هذا القرار وقد لاحظوا سهولة في التوظيف «واستقراراً» في الأداء.<br />وفقاً لموقع «Day Week Global 4»، أظهرت التجارب أن تقليص أسبوع العمل إلى 4 أيام يمكن أن يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وتقليل معدلات الإرهاق بين الموظفين. كما أشار الموقع إلى أن 63% من الشركات وجدت سهولة في استقطاب المواهب بعد اعتماد أسبوع العمل الأقصر. أفاد موقع «ماري فيل» أن الموظفين يقضون ما يقارب من ال 3 ساعات في أنشطة غير متعلقة بالعمل خلال يوم عمل مدته 8 ساعات. وفقاً للأبحاث في علم النفس العصبي والإنتاجية، بإمكان العقل البشري التركيز على أي وظيفة لمدة 50 دقيقة للمهام المتوسطة و90 دقيقة كحد أقصى للمهام المعقدة، قبل أن يبدأ مستوى التركيز في الانخفاض. يحتاج بعدها إلى راحة تتراوح مدتها بين 10 إلى 20 دقيقة حتى يستطيع استئناف عمله بكفاءة.<br />ونشرت «CNBC» نتائج لدراسة أجرتها شركة «Slack» التي تنتج نظاماً إلكترونياً لتنظيم العمل الجماعي، فإن أوقات ما بعد الظهر وبعد تناول وجبة الغداء هي الأسوأ من حيث إنتاجية الموظف. ولا بد لنا من ذكر التجربة الملهمة التي نشرتها صحيفة «Financial times» في 2019 عن رئيس شركة استشارات مالية بدأ العمل بدوام جزئي وذلك لرعاية زوجته التي كانت تخضع للعلاج من مرض السرطان. النتيجة أن رئيس الشركة لاحظ إنجازه للكثير من العمل خلال 5 ساعات كما كان يفعل خلال 8 ساعات، ولذلك قرر تعميم التجربة في شركته. حسب التقارير، كانت التجربة ناجحة ومن نتائجها ارتفاع مستوى الأداء، انخفاض أيام الإجازات المرضية، إضافة لتوظيف موظفين جدد موهوبين.<br />تكشف هذه الدراسات والتجارب أن تقليص ساعات العمل ليس مجرد رفاهية، بل استراتيجية فعالة لزيادة رضا الموظفين، تعزيز التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، خفض التكاليف التشغيلية ورفع الإنتاجية. ومع تزايد الأدلة الداعمة لهذا النهج، يبقى التساؤل مطروحاً: أي من الشركات تمتلك الشجاعة والرؤية المستقبلية الكافية لتحدي النمط التقليدي وقيادة التحول نحو نموذج عمل أكثر ذكاءً وكفاءة واستدامة؟<br />@Waseema<br />