<br />حينما يكون الاقتصاد في كل عام قادراً على تحقيق المزيد من القوة، ومواصلة مسيرة النمو؛ فإنه حتماً اقتصاد حيوي قادر على إتاحة فرص النجاح والتميز دائماً؛ بكل تأكيد أن ذلك يعتمد على ركائز قوة وتمكين غير مسبوقة، هذه الركائز تعتبر في عالمنا هي الداعم الأهم والأقوى.. وفي هذا الوطن العظيم لدينا ولله الحمد جميع هذه الركائز الداعمة والمحفّزة وهي الركائز التي تستند على رؤية وطنية طموحةوداعمة ومٌلهمة.<br />وفي هذا الخصوص.. أصدرت الهيئة العامة للإحصاء قبل يومين، التقديرات السريعة للناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2024، حيث حقق نموًا بنسبة 4.4% مقارنةً بما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق كأعلى معدل نمو خلال آخر عامين مدعومًا بنمو الأنشطة الاقتصادية الرئيسية.<br />وأظهرت التقديرات أن الأنشطة غير النفطية حققت نموًا بنسبة 4.6%، كما حققت الأنشطة النفطية نموًا بنسبة 3.4%، وحققت الأنشطة الحكومية نموًا بنسبة 2.2% مقارنةً بما كانت عليه في نفس الفترة من العام السابق، كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المُعدَّل موسميًّا خلال الربع الرابع من عام 2024 بنسبة 0.3% مقارنةً بما كان عليه في الربع الثالث من نفس العام.<br />النمو الجديد الذي حققه الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من 2024 -وفق التقديرات السريعة- جاء قوياً للغاية؛ فعلى الرغم من التحديات التي تحيط بالاقتصاد العالمي.. جاء أداء الاقتصاد السعودي في الربع الرابع أكثر تميزاً، بل أنه تفوق على عدد من التقديرات المحلية والدولية، وهو الأمر الذي يبرهن بكل قوة وحيوية فاعلية الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية والمالية التي اتخذتها الحكومة في ضوء رؤية 2030؛ هذه الرؤية الوطنية الطموحة والداعمة والمحفّزة.<br />الأرقام هي مرآة الاقتصاد.. والمستثمرين من حول العالم يراقبون هذه الأرقام بدقة، بل أنهم يبنون عليها قراراتهم الاستثمارية؛ فيما تعتمد بيوت الخبرة المالية والاقتصادية على هذه الأرقام في تقاريرها الدورية، وبياناتها وتحليلاتها، وهي الخطوة التي تعكس حجم الاهتمام بالأرقام في قراءة الاقتصاد، ومستقبله.. وتطور قطاعاته.<br />هذا النمو يعني أيضاً أن الشركات العالمية ستزيد من حضورها في المملكة كمقر إقليمي وكوجهة استثمارية، فالاقتصاد القادر على تحقيق معدلات نمو ربعية بهذه القوة على رغم التحديات التي تحيط بالاقتصاد العالمي هو اقتصاد يستحق الاهتمام والتقدير في الوقت ذاته.<br />الصناديق الاستثمارية ستزيد -بإذن الله - من حجم استثماراتها في المملكة، والمصانع ستزيد من حجم إنتاجها الصناعي، وبرامج رؤية 2030 ومبادراتها المنبثقة منها ستواصل نجاحها وتبرهن فاعليتها في كل يوم -بإذن الله-.<br />@shujaa_albogmi<br />