<br />في الأسبوع الماضي، كرمت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المنشآت الفائزة بـ «جائزة العمل» في نسختها الرابعة، وذلك من خلال 4 مسارات رئيسية «التوطين، بيئة العمل، المهارات والتدريب، الرئيس التنفيذي»، بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وفي هذا المقال سأتطرق للأثر الذي تعكسه مثل هذه الجائزة على سوق العمل والعاملين فيه. تُعد جائزة العمل من المبادرات المميزة التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية، بهدف تكريم الجهود المتميزة لمنشآت القطاع الخاص التي تتبنى تطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية، وتلعب الجائزة دورًا هاماً في تحسين سوق العمل وتعزيز التنافسية بين المنشآت من خلال تحفيز المنشآت المتميزة وتكريمها بشكل سنوي، وتحفيز المنشآت الأخرى على تطبيق أفضل المعايير والممارسات لخلق سوق عمل جاذب ومتميز.<br />هناك تطور واضح ومستمر لـ «جائزة العمل» في نسختها الرابعة، حيث تم مشاركة مايقارب 190 ألف منشأة مقارنةً بمشاركة 10 آلاف منشأة في نسختها الأولى عام 2021م، ويعتبر هذا النمو والتفاعل الكبير دليلاً على التأثير الإيجابي لتحفيز منشآت القطاع الخاص لتطبيق أفضل المعايير العالمية ورفع جاذبيتها في سوق العمل السعودي، وتمتد آثارها لتشمل خلق بيئة عمل أكثر استقراراً وإنتاجية، من خلال تعزيز مبدأ التنافسية بين المنشآت لخلق سوق عمل جاذب ومستدام. مسارات الجائزة التي تم تحديدها في هذه النسخة ترتبط بشكل مباشر مع استراتيجية سوق العمل التي تقودها الوزارة، حيث تهدف جائزة التوطين لتشجيع رفع نسب التوطين وتبني نماذج عمل مبتكرة، وتهدف جائزة بيئة العمل لرفع وعي المنشآت وتحفيزهم للالتزام بأنظمة ومعايير بيئة العمل المميزة، بينما تهدف جائزة المهارات والتدريب لتحفيز المنشآت للاستثمار بتنمية وتطوير كوادرها البشرية الوطنية وتعزيز تطورهم الوظيفي، وأخيراً جائزة الرئيس التنفيذي والتي تهدف لتكريم الرؤساء التنفيذيين لمساهمتهم في خلق نماذج عمل مبتكرة في سوق العمل وفقاً لرؤية المملكة 2030. اليوم نشهد قصص نجاح مميزة للعديد من المنشآت في سوق العمل، وإبراز تلك القصص والاحتفاء بها له تأثير ايجابي لأن الدروس المستفادة منها عديدة، والأثر من تلك القصص له انعكاس كبير يمتد للعاملين في سوق العمل، وماتقوم عليه الوزارة من إبراز واحتفاء لهذه القصص دليل على اهتمامها في صناعة «القدوة الناجحة»، وتعزيز ثقافة القدوة له دور كبير في بناء سوق عمل مميز إقليمياً. كوجهة نظر شخصية أرى أهمية لإستمرار ابراز وتكريم أصحاب تلك القصص من المنشآت المميزة، وإضافة مسارات خاصة بالأفراد بما أنه لدينا قصص نجاح مميزة لأفراد أثبتوا أنفسهم في سوق العمل، فعلى سبيل المثال استحداث مسار «الابتكار في إدارة الموارد البشرية» لتكريم مدراء الموارد البشرية الذي يتبنون أساليب مبتكرة في إدارة الموارد البشرية مثل استخدام الذكاء الاصطناعي، ويتبنون ممارسات صديقة للبيئة في عمليات الموارد البشرية، بالإضافة لاستحداث مسار «التميز المهني» لتكريم قصص النجاح للعاملين السعوديين المستفيدين من قرارات التوطين التي أقرتها وزارة الموارد البشرية مؤخراً.<br />المبادرات التكريمية التي تتبناها وزارة الموارد البشرية ليست بمجرد إجراء شكلي، بل هو استثمار في المستقبل، حيث ترفع تلك المبادرات من مستوى الأداء العام لسوق العمل، وترفع من مستويات التنافسية والتي لها تأثير مباشر ايجابي في التعزيز من جودة الخدمات والمنتجات المقدمة، ويشجع ذلك على تحفيز الابتكار والإبداع داخل سوق العمل مما يسهم في تطوير الصناعات المختلفة. ختاماً؛ نبارك لجميع المنشآت التي تم تكريمها في هذا الحفل، فهذا التكريم يعزز من سمعتها، ويمكنها من اجتذاب الكفاءات البشرية المميزة والاحتفاظ بها.<br />مستشار موارد بشرية<br />@Khaled_Bn_Moh<br />