<br />يبدو أن الحرب الأهلية في السودان من ذلك النوع من الحروب الذي مع طول فترة الصراع يكتشف الفريقان المتصارعان أنهما لا يعرف بالضبط لماذا يتقاتلان.<br />طرفا النزاع في الحرب السودانية أجتهد كل طرف منهما في إلحاق الضرر بالطرف الآخر حتى ولو كان ذلك على حساب أمن الناس ومصالحهم المباشرة، وهذا السلوك جعل الأمم المتحدة تندد في غير مناسبة باستمرار العمليات القتالية بين السودانيين، وهذا بعينه ما جعل إدارة الرئيس بايدن قبل مغادرته للبيت الأبيض يفرض عقوبات على قوات الدعم السريع وعلى قيادات في الجيش السوداني بما فيها قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة السيد عبد الفتاح البرهان. الرئيس ترامب قبل توليه السلطة في واشنطن تحدث أنه سينهي كل الحروب في العالم وذكر الحزب في أوكرانيا وفي غزة، ولكنه لم يذكر شيئ عن السودان، ولا عن الصراع الأهلي المستعر فيها منذ مايقرب من عامين أثنين. هذا السلوك من الإدارة الأمريكية الجديدة جعل المراقبين يتسائلون هل السودان بشعبه وبحربه وصراعه الخاص حالة تحدث في كوكب غير كوكبنا، ولماذا لم يعلق الإئمة الأمريكي لى الحرب السودانية واحدة من مناطق التوتر التي تؤثر على أجزاء مهمة من العالم. الناس في السودان ملوا الحرب ويتمنون عودة الحياة إلى طبيعتها و يتمنون أن تسكت أصوات المدافع لكن الجيش مصر على ما يسميه بالفوز الكاسح أو الإستسلام الصريح من قوات الدعم السريع، وقوات الدعم السريع وعلى الرغم من سيطرتها على مسحات كبيرة من أرض الدولة الا إنها في الآونة الأخيرة بدأت تفقد مناطق استراتيجية في منطقة الجزيرة وأم درمان والخرطوم، ولكن قوات وقيادة الدعم السريع أن هذه الخسائر ليست إ لا خسائر لجولات أما الحرب فإنها مستمرة. وهذا التصور لدى الجانبين مع غياب عمل حقيقي إقليمي ودولي لإيقاف الحر، ومع لا مبالاة أمريكية بطبيعة ما يحدث في السودان، ترشح الأزمة السودانية لإن تصبح واحدة من أعقد الصراعات الأهلية التي شهدها العالم المعاصر. ويلاحظ مراقبون أن استمرار الصراع الأهلي في السودان يعمق من مشاكل حالة تتفاعل داخل السودان، وأخطرها التدهور الحاد في مستويات الرعاية الصحية، والغذاء، حيث تحذر المنظمات الدولية المختصة أن الملايين سيواجهون واحدة من أسوأ موجات الجوع في العالم ومع هذه المعضلة تتفاقم مشاكل مثل النزوح داخل اقليم السودان وبين ولاياته بالإضافة لزيادة معدلات الهجرة للدول المجاورة خاصة تشاد ومصر وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.<br />@salemalyami