<br />في داخل كل منا صورة عن المسار الصحيح لحياته المثالية، ويحدث أحيانا ونحن نمضي في مسيرة رحلتنا أن نغفل عن حلمنا وعن كيفية الوصول إليه؛ إذ يتشتت تفكيرنا بفعل الكثير من الأمور، كوظيفة شاقة أو أزمة صحية، أو طفل جديد، أو واجبات عائلية مستنزفة، أو واحدة من عقبات الطريق التي لا حصر لها. وشيئًا فشيئًا ،ننحرف بعيدًا عن مسارنا أو نتنازل وننسى، وقد تفاجىء لو طلبت منك أن تصف لي شكل الجسد الذي تحلم به، أو المحيط الذي تحلم بالوجود فيه.<br />وعلى الأرجح، ستخبرني فقط بالأشياء التي لا تريدها بدلا من الأشياء التي يمكنها أن تجعلك تشعر وتتصرف بفرح وحماس؛ وذلك لأن معظمنا توقف عن متابعة أحلامه عن في مرحلة معينة، إما لأن شخصًا ما أخبرنا بأنه حان الوقت لنكون واقعيين وناضجين، أو لأننا تعرضنا لجرح ما، أو خيبة أمل، فتنازلنا عما يسعدنا، واكتفينا بأن نلعب لعبة الأحلام. وكلما تقدم بنا العمر، قررنا أنه من الأكثر ذكاء أن نرغب فيما يمكننا الحصول عليه، عوضا عما نتوق إليه بشدة. وبعبارة أخرى انصرفنا عن أحلامنا.<br />السؤال هنا هو ماذا حدث أولا ؟ هل توقفنا عن الحلم، ثم انصرفنا عنه؟ أو أننا توقفنا عن الحلم؛ لأننا انصرفنا عنه؟ أو أننا تنازلنا عن الحلم، لذا لا ينبغي لنا الاستمرار فيه؟، فلماذا نتحمل بسهولة بارعة تلك الأشياء التي لا تسير على ما يرام في حياتنا، وماذا لو اعترفنا بأن لدينا حلما يجبرنا على التعامل وجها لوجه مع الفجوة بين ما نريده وما بحوزتنا الآن؟ فإذا لم نتحمل مسئولية السعي وراء وراء أحلامنا وتحقيقها ، فمن سيفعل؟ وإذا لم نعرف كيفية تغيير وظائفنا، أو تطوير عاداتنا، وتناول الطعام بشكل صحي، أو مقابلة شريك الحياة المناسب والارتباط به، وصيانة علاقاتنا فمن سيأتي لإنقاذنا ؟ لا أحد ينبغي له فعل ذلك، ففي النهاية هذه أحلامنا، وهناك شعور مدهش من الاعتزاز والفخر ينجم عن تولي عجلة قيادة حياتك لمواجهة حلمك وما رغبت بشدة في أن تصبح حياتك عليه.<br />الحلم يوقظنا ويجعلنا ننتبه إلى أنفسنا، ويدخلنا في المسار الصحيح فيكون بمنزلة جهاز ملاحة داخلي، يُرشدنا إلى الطريق الذي نود الذهاب إليه ، و لا تقلق أبدًا، فلدي أخبار جيدة لك؛ فكل واحد منا حقق حلمه في مرحلة ما من حياته، بقصد أو دون قصد أقلعنا عن التدخين، وتوقفنا عن الارتباط بالأشخاص غير المناسبين، ووجدنا شريك حياتنا، وتركنا وظيفتنا المملة والتحقنا بواحدة أفضل، وشاركنا في مسابقات وانتقلنا للعيش بمدينة جديدة، وحققنا أشياء مذهلة في حياتنا، ففكر فيك مثلا، ما التغيير الذي حققته مؤخرا؟ ويُعد ذلك التقدم الشخصي دليلا على قدرتك على تحقيق المزيد، ويمكنك اعتبار الخطوات التي اتبعتها لتحقيق ذلك كخطة مكفولة النجاح، فإذا كنت استطعت فعل هذا في مجال أو جانب معين، فبإمكانك فعله في جانب آخر. ولنتدرب على ذلك بأن تدون ثلاثة إنجازات على الأقل حققتها في حياتك، وتجاهل ذلك الصوت الذي في داخل رأسك اذا همس لك بأن الإنجاز الذي فكرت فيه لم يكن بالشيء المهم ولا يحسب حقا، أو أن من حولك استطاعوا تحقيق الكثير مقارنة بك، وإذا كنت لا تستطيع اسكات ذلك الصوت لكي تؤدي المهمة، فاطلب من صديق مخلص ان يساعدك، فأصدقاؤنا، خاصة الجيدين منهم يقدرون جمال أرواحنا أعمق مما نفعل.<br />@LamaAlghalayini<br />هل توقفنا عن الحلم، ثم انصرفنا عنه؟أو أننا توقفنا عن الحلم؛ لأننا انصرفنا عنه