<br />@Ibrahim_Almuslm<br /><br /><br /><br />شهدت فترة رئاسة دونالد ترامب (2017–2021) تحولات جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية، تميزت بخطاب استفزازي وقرارات أحادية أثارت جدلًا دوليًا. لكن هل يمكن لهذه القرارات أن تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟ للإجابة، يجب تحليل طبيعة سياسات ترامب وتأثيرها على التوترات الجيوسياسية.<br /><br />أولًا: سياسة "أمريكا أولًا" وتأثيرها على التحالفات<br /><br />تبنى ترامب شعار "أمريكا أولًا"، معيدًا تشكيل التحالفات التقليدية. انسحابه من اتفاقيات دولية مثل الاتفاق النووي الإيراني (2018) واتفاق باريس للمناخ وتهديده بخفض التمويل عن حلف الناتو، أضعف الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها. هذا التصدع في التحالفات قد يشجع دولًا منافسة على استغلال الفراغ، ما يزيد احتمالية الصراعات الإقليمية.<br /><br />ثانيًا: التصعيد مع القوى العظمى<br /><br />اتسمت علاقة ترامب بكل من الصين وروسيا بالتقلب. فرض رسوم جمركية على الصين أشعل حربًا تجارية طالت الأسواق العالمية، بينما تزامنت إدارته مع اتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. رغم أن هذه التوترات لم تصل لمواجهة عسكرية مباشرة، إلا أن استمرارها يزيد من تراكم الاحتقان، خاصة مع تعزيز ترامب للإنفاق العسكري.<br /><br />ثالثًا: الشرق الأوسط وسيناريو الحرب بالوكالة<br /><br />دعم ترامب المطلق لإسرائيل، عبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتصعيد مع إيران عبر اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني(2020)، زاد من حدة التوتر في المنطقة. مع ذلك، تبقى المواجهة بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل والدول العربية المدعومة أمريكيًا من جهة أخرى، محصورة في صراعات بالوكالة، وليس حربًا عالمية.<br /><br />رابعًا: العامل النووي وتداعيات التهديدات<br /><br />استخدام ترامب لخطاب التهديد النووي ضد كوريا الشمالية (2017) أظهر استعدادًا لتبني استراتيجيات غير مسبوقة، لكن النظام الدولي القائم على الردع ما زال يُعتبر حاجزًا أمام حرب نووية.<br /><br />الخلاصة: خطر محدود لكنه قائم<br /><br />رغم أن قرارات ترامب زادت من عدم الاستقرار العالمي، إلا أن اندلاع حرب عالمية ثالثة يبقى احتمالًا ضعيفًا في ظل وجود آليات دولية لإدارة الأزمات، وعدم رغبة القوى العظمى في خسائر كارثية. مع ذلك، فإن استمرار السياسات الأحادية دون حسابات دقيقة قد يُفاقم أزمات إقليمية تُشعل نيرانًا يصعب إخمادها.<br />الكلمة الأخيرة تبقى للدبلوماسية وقدرة المجتمع الدولي على تجاوز مرحلة الخطابات الاستفزازية، لصالح تعاون يحول دون تحول التنافس إلى حرب مفتوحة