<br />تُعد اللغة العربية واحدة من أقدم وأثرى لغات العالم، حيث لعبت دورًا محوريًا في تشكيل هوية الأمة العربية وثقافتها عبر العصور، كانت منذ القدم وسيلة أساسية للتعبير عن الفكر والفلسفة والدين، ثم أصبحت ركنًا أساسيًا في وسائل الإعلام المعاصرة بكل أشكالها، وبفضل قدرتها على التكيف، ظلت اللغة العربية أداة فعّالة لنقل المعلومات والأفكار إلى الجماهير، سواء من خلال الإعلام التقليدي كالصُحف والإذاعة والتلفزيون، أو الإعلام الرقمي الحديث الذي بات أكثر انتشارًا.<br />لا تزال الصحافة العربية، المكتوبة والمرئية، تُبرز أهمية اللغة الفصحى كوسيلة رئيسية لنقل الأخبار والتحليلات السياسية والثقافية، وبينما قد يستخدم الإعلام السمعي البصري اللهجات المحلية لاستهداف شريحة أوسع من الجمهور.<br />رغم تعدد اللهجات وتنوع الثقافات في العالم العربي، يلتزم الإعلام العربي إلى حد كبير باستخدام الفصحى في الخطاب الرسمي والبرامج الإخبارية، هذا الالتزام يعكس حرص الإعلام على الحفاظ على وحدة اللغة رغم اختلاف البيئات الثقافية، ولأن اللغة العربية جزءًا لا يتجزأ من نقل الهوية الثقافية السعودية، ولها دور رئيسي في تعزيز هذا التراث، أصبح الإعلام أداة محورية لنقل الثقافة الوطنية والموروث الشعبي، وكان من أبرز المبادرات التي تبنتها وزارة الثقافة اختيار “عام الحرف اليدوية 2025”، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الحرف التقليدية باعتبارها جزءًا أصيلًا من تاريخ المملكة، وتسعى السعودية إلى توسيع نطاق تأثيرها الثقافي عالميًا، مع الاستمرار في الحفاظ على موروثاتها، فاللغة العربية تظل الوسيلة الأساسية لنقل هذه الرسائل، مما يساهم في تعزيز الهوية الوطنية وتوثيق التراث السعودي في الإعلام المعاصر.<br />ومع ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، واجهت اللغة العربية تحديات كبيرة، كما شهد استخدامها تطورًا ملحوظًا، فقد أصبح من المعتاد الجمع بين الفصحى واللهجات المحلية وحتى إدخال كلمات مستعارة من لغات أجنبية كالإنجليزية، خصوصًا بين فئة الشباب، ورغم المخاوف من تأثير هذه الظاهرة على الفصحى، إلا أن هذا الانفتاح يعكس قدرة اللغة العربية على التكيف مع العصر الحديث ومواكبة التغيرات العالمية، ومع ذلك، تواجه اللغة في الإعلام تحديًا يتمثل في تزايد استخدام اللهجات المحلية في بعض وسائل الإعلام، بهدف استقطاب جمهور أوسع، ورغم أن هذا الاتجاه قد يُضعف مكانة الفصحى، إلا أن استخدامها يظل ضروريًا في البرامج الرسمية والإخبارية لضمان وحدة الخطاب الإعلامي والحفاظ على هوية اللغة.<br />في نهاية المطاف، تظل اللغة العربية الركيزة الأساسية للإعلام العربي، سواء في شكله التقليدي أو الرقمي، ورغم التحديات تبقى الفصحى رمزًا للهوية الثقافية العربية وأداة قوية لنشر الثقافة وتعزيز الروابط بين شعوب العالم العربي، مما يؤكد دورها الحيوي في مواجهة متغيرات العصر ومتطلباته.<br /><br />wsn500@