<br />يبدأ البعض مشروعه المميز فتجرفه ملهيات الدنيا أو تواجهه تحدياتها، فيتوقف! آو تنهال عليه المغريات بسبب مكانته فيقع في الفساد فينهار كل ما بناه.<br />عندما نقرأ سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم نجد ثباتاُ عجيباً مع كثرة المغريات وشدة التحديات والتهديدات، قال عتبة بن ربيعة في نادي قريش، يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟ فقالوا: بلى، يا أبا الوليد، قم إليه، فكلمه. فقام حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَةِ في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع منى أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل يا أبا الوليد أسمع».<br />قال: يابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه. حتى إذا فرغ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع<br />قال: «أقد فرغت يا أبا الوليد؟» قال: نعم، قال: «فاسمع مني»، قال: أفعل، فقال: «بسم الله الرحمن الرحيم، حم، تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ « حتى وصل إلى السجدة فسجد، والوليد ينصت، ثم عاد إلى أصحابه فقالوا: نحلف بالله لقد جاءكم بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قال: إني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعونى واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال : هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم.<br />ليتهم أطاعوه وعلموا أن أصحاب المبادئ لا يتراجعون.<br />@shlash2020