<br />إن المناسبات الوطنية تعمق الروابط بين المواطن والقيادة، وبين المواطن والوطن. وتأتي مثل هذه المناسبات لتؤكد على أهمية التمسك بالوحدة الوطنية، والتي تجمع أطياف المجتمع تحت راية واحدة، متمسكين بديننا الحنيف، وبالولاء لقيادتنا الرشيدة، ومفتخرين بانتمائنا إلى هذه البلد المعطاء. ونحن أيضا نعتز بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وثقافتنا الأصيلة التي تنبثق من هذه الأرض المباركة.<br />ومن هذه المناسبات الوطنية العزيزة على أنفسنا هو يوم التأسيس، والذي يوافق 22 فبراير من كل عام. وقد صدر الأمر بذلك من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1443هـ الموافق 27 يناير 2022م. ومما جاء في الأمر والبيان الملكي الرسمي: «واعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ -1727م للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ - 1818م ، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار».<br />وكذلك تأتي هذ المناسبة الوطنية للاحتفاء بتأسيس الدولة ككيان سياسي يحقق الوحدة والاستقرار، والأمن والازدهار. واستذكاراً لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، وإبرازاً للعمق التاريخي والحضاري لها، واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين، وقد تم اختيار هذا اليوم عندما تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية في النصف الثاني من عام 1139هـ، وتحديدا 30 جمادى الثاني 1139هـ الموافق ليوم 22 فبراير 1727م ليكون تاريخاً لتأسيس الدولة السعودية الأولى.<br />وتجدر الإشارة إلى أن شعار يوم التأسيس يتكون من خمسة عناصر وهي: العلم السعودي، والنخلة، والخيل العربية، والصقر، والسوق. فأما «العلم السعودي» فهو يرمز إلى الوحدة والانتماء إلى هذا الوطن الكبير قدرا ومكانة. وأما «النخلة» فهي ترمز بدلالة مكانية إلى شبه الجزيرة العربية، وأصبحت جزءا من الهوية والثقافة والتراث السعودي. وهي ترمز كذلك إلى منافعها الاقتصادية والغذائية في الماضي والحاضر، ويكفي النخلة شرفا أنها ذكرت في القرآن الكريم في عدة آيات، فأصلها ثابت، وفرعها في السماء.<br />وأما العنصر الثالث في شعار التأسيس، فهو «الخيل العربية» والتي ارتبطت إصالة وإرثا تاريخيا منذ القدم في الجزيرة العربية. ومن المعلوم والمشهور أن المؤرخين والشعراء قد خلدوا أسماءها وسلالاتها، وفرسانها وأوصافها وأفعالها، وكانت من الوسائل المهمة جدا في الرحل والترحال، والسلم والحرب.<br />وأما عنصر «الصقر»، فهو شعار يدل على الشموخ والقوة فضلا عن أن رياضة وهواية الصيد بالصقـور كانت ولا زالت من أشهر الرياضات التي عرفها المجتمع في الجزيرة العربية. وأما العنصر الخامس والأخير، فهو «السوق» والذي يرمز إلى الاقتصاد، ومؤشرا للنمو والتطور، حيث كانت الأسواق التجارية بالإضافة إلى الزرعة والفلاحة، وتربية المواشي، والحرف والمهن اليدوية هي الأنشطة الأساسية للتجارة بمختلف أنواعها.<br />واليوم نحن نعيش هذا العمق والامتداد التاريخي، حيث الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، وبالارتباط الوثيق بين القيادة والمواطنين، وتذكرا لنعمة الوحدة والأمن والاستقرار، والتي يغبطنا عليها الأمم، ولكن البعض منا عن تلك النعمة متناسون أو غافلون!<br />@abdullaghannam<br /><br />