<br />يسجل التاريخ أن أمجاد الأمم ليست هبة، ولا هدايا بلا أثمان.<br />الأمجاد يصنعها الإبطال بمزيج من الإصرار والشجاعة والحكمة وقوة الإرادة والصبر، وهذه أصعب التحديات التي يجابهها البناة الأولون الفاتحون التاريخ والحائزون جوائز المجد.<br />وبلادنا وهي ترفل بهذه الأمجاد، حررها الأبطال من مخالب الذئاب ومن ظلمات الفقر والفرقة والفتن والجهل لتعانق سماوات العلا وتحقق مكانة تليق بأحلام الأبطال الأفذاذ.<br />لو لم يتحل الآباء المؤسسون الأوائل للدول السعودية الثلاث، وقيادو المراحل، بهذه الصفات الظافرة، لما تسنى لنا أن نعيش هذه الأمجاد الوارفة.<br />لو لم يملك المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود الشجاعة لما تسنى له تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ (1744م)، ليمدها حفيده الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد إلى أجزاء واسعة من جزيرة العرب والهلال الخصيب، وتصبح لاعباً رئيساً في صناعة التاريخ الإقليمي.<br />ولو لم يتحل الإمام تركي بن عبدالله بالشجاعة والإرادة الصلبة، لما أعاد تأسيس الدولة السعودية (الثانية) عام 1234هـ (1818م). وكان رجلاً وحيداً طريداً متوارياً في جبال نجد يلاحقه الاتراك ويبذلون الجوائز ثمناً لرأسه. ولم يكن يثق إلا بسيفه الشهير «الأجرب». وهو القائل:<br />يوم كل خوي من خوية تبرا<br />خليت «الأجرب» لي خوي مباري<br />ولو لم يتحل الملك عبدالعزيز بالشجاعة والحكمة والصبر والإرادة الإسطورية لما نجح في تأسيس الدولة السعودية الثالثة، عام 1319هـ (1902م). وبعد معارك إعادة التأسيس، وصراعات ومجالدات مريرة مع قوى محلية وإقليمية ودولية، بسط الملك عبدالعزيز سيادته على أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، قرر العبقري الملهم توحيد البلاد، ليصدر مرسوماً ويعلن في 21 جمادى 1351هـ (الموافق 23 سبتمبر 1932م) تأسيس المملكة العربية السعودية، الصرح العظيم وجائزة التاريخ الكبرى التي أنجزها الملك عبدالعزيز، لننعم، ونحن نحتفل بذكرى التأسيس، بهذا الوطن الناهض البهي، ونحمل هويته تجسيداً ووجداناً، برعاية قائد المرحلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عبقري الدولة الفذ وسمو ولي عهده أميرنا الملهم محمد بن سلمان.<br />وتر<br />كان الشاب يرواده حلم يتمزج بالشفق،<br />وتبدده سهب شاسعة، ومسافات طوال..<br />ونمائم المحبطين..<br />وفي ثرى يبرين الخالد، يعود الحلم زاهياً، مشرقاً..<br />إذ الحلم إرادة ملهمة.. والجائزة وطن شامخ..<br />@malanzi3