<br />وصلتني رسالة من أبي سلطان كتب فيها:<br />جميل في كتاباتك، جميل في طرحك دكتورنا العزيز، موضوع بصراحه اتمنى طرحه، وهو تلمس احتياجات أبناء وبنات الاخ المتوفى والدهم، فقد آلمني ما رأيته في عملي، حيث أتانا أحد الأبناء متوفى والده قبل عشر سنوات ويطالب بحقوق والده.<br />وعندما سألته: لماذا لم يقم أحد من اعمامك طوال هذه الفترة بمراجعتنا لإنهاء الإجراءات كي يُصرف لكم تقاعد والدكم مع سهولة هذه الإجراءات؟! كان جوابه: لا أحد يهتم بنا!<br />أتمنى تسليط الضوء على هذا الموضوع، وتُشكر على جميع طرحك» وأنا أشكر أبا سلطان على غيرته على مجتمعه وحرصه وتواصله، كما أشكر الأخوة والأخوات القراء الذين يكرموني بتواصلهم الدائم، فالقارئ مكمل وشريك للكاتب، وكلاهما هدفهما واحد.<br />والحقيقة أني قرأت رسالة أبي سلطان مرة ثم مرتين وكلاهما بألم، ثم شكرته بما أسميه شكر الألم، فمثل هذه الرسالة تخيف وتؤلم، لأنها لو كانت في مجتمع غير مجتمعنا قد تكون عادية، ولكن وجودها في مجتمع القيم والمكارم الذي يفخر في كل جزء من أجزائه بمكارمه ومكارم آبائه وأجداده -وحُق له الفخر- لا تُسعد ولا تسر حتى ولو كانت قليلة ونادرة.<br />فنحن من نفخر ونفاخر بقيم توارثناها كابراً عن كابر، ونسعى لابقاء ذكرنا في هذه الحياة القصيرة بوقفاتنا مع الضيف والجار والمحتاج، ودقات قلب المرء تقول له: إنما الذكر للإنسان عمر ثاني، وفوق ذلك فلدينا هدف أسمى وأبقى وهو البحث عن رضا أرحم الراحمين وعطاء أكرم الأكرمين، ببذل الوقت والجهد والمال من أجل اليتيم خصوصاً.<br />قد قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم « أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني : السَّبَّابةَ والوسطى»، فكيف إذن أن يوجد من بيننا من يتخلى عن ابن أخيه أو ابن اخته اليتيم؟! فكيف إذا كان قريباً؟! كتبت وأكتب أن «أيتامنا ليسوا أيتاماً» لأننا في مجتمع الكل فيه والد لهم وداعم، ولذلك يا أقارب اليتيم أنتم أولى من غيركم بيتيمكم، لأن نجاحه لكم، وعندما يكبر سنه وينضج عقله، لن يقابلكم إلا بمثل ما فعلتموه به.<br />لا تجعلوا أيتامكم أيتاماً مرتين يا كرام.<br />@shlash2020