<br />يسهم تنظيم الفعاليات الاقتصادية في تحقيق تطورات مهمة في المنظومة الإدارية للعملية الاقتصادية ويجعلها أكثر قدرة على التكامل واستكشاف الفرص وقراءة آفاق وتحولات المستقبل، حيث يمكن لكل القائمين على إدارة الشركات والمؤسسات والهيئات الاقتصادية والتنموية أن يعملوا على تحقيق مقاربات تدعم جهود التطور وإدارة الكيانات بأفق جديد يستوعب المشاركة وتبادل الخبرات والأفكار والآراء في قيادتهم للعمل الاقتصادي.<br />ذلك مما يمكن رؤيته بوضوح في أعمال منتدى الأحساء 2025 الذي تم تنظيمه خلال الفترة من 19 – 20 فبراير الجاري، تحت عنوان «الأحساء.. اقتصاد مُستدام»، إذ انتهى إلى توصيات سيكون لها ما بعدها في واقع المحافظة الاقتصادي في المدى القريب، ولعل أبرز نتائجه تمثلت في 59 فرصة استثمارية بحوالي 50 مليار ريال غير العديد من الاستثمارات التي يأتي في مقدمتها حقل الجافورة الذي أعلنت أرامكو السعودية أن استثماراته ستصل إلى 100 مليار دولار خلال الخمسة عشر عاما المقبلة.<br />وقد أوصى المنتدى بالعمل مع أرامكو السعودية على إعداد خطة عمل خاصة ببرامج التوطين وتأهيل الشركات العاملة بالأحساء والمرتبطة بمشاريع حقل الجافورة، وإلى جانب ذلك النهوض بالنشاط السياحي من خلال تسويق الاستثمار لبناء خطة عمل متكاملة لتنفيذ مبادرة إدراج الأحساء ضمن حملات «استثمر في السعودية» الخارجية، والعمل مع منظومة السياحة لتطوير استراتيجية تعريفية وتسويقية للمعالم السياحية بالأحساء، بالإضافة إلى تطوير استراتيجية خاصة بفعاليات الأحساء، فضلا عن تطوير المهرجانات الموسمية.<br />وبذلك فتح المنتدى منظورا واسعا أمام تطوير السياحة في المحافظة والاستفادة من تراثها وحضارتها ومواردها في هذا القطاع الاقتصادي الواعد، وكذلك في تطور آخر تستفيد منه الأحساء تمت التوصية بمتابعة العمل مع الجهات المعنية بالنقل والخدمات اللوجستية على تطوير مناطق لوجستية شاملة بالأحساء، وتنفيذ مبادرة وزارة الصناعة والثروة المعدنية الخاصة بإطلاق حاضنة صناعية خاصة بالأحساء، إضافة إلى إطلاق عدد من المشاريع والمبادرات التنموية والفرص التي تم الإعلان عنها للأحساء.<br />مثل هذه النتائج والتوصيات المهمة والواقعية تؤكد أن تنظيم الفعاليات الاقتصادية يمثل منطلقا للتفكير الاقتصادي الطموح وعالي الكفاءة الذي يتحول معه المستحيل إلى ممكن في ظل إرادة قوية وعزيمة صلبة نستلهمها من قيادتنا الرشيدة التي تحفزنا إلى الابتكار والتطوير وقيادة المنظومة الاقتصادية إلى غاياتها التي تعزز نمو اقتصادنا الوطني وتنمية بلادنا التي تستحق مزيدا من الجهد من أجل نهضتها وازدهارها.<br />@MesharyMarshad