<br />حينما تقف أمام مشروع عملاق قيد الإنجاز، تدرك أنك أمام مشهد لا يمثل مجرد بناءٍ جديد، بل يعكس إرادة وطن وتصميم قيادة، وعزيمة لا تعرف المستحيل، خلال زيارتي الأسبوع الماضي إلى ملعب أرامكو، وجدت نفسي محاطًا بمشهد يختصر التحولات الكبرى التي تعيشها بلادنا، ففي كل زاوية، كانت هناك حركة لا تهدأ، ورافعات تمتد عاليًا، ومهندسون وعمال يعملون بإصرار لتحويل هذا المشروع من فكرة إلى واقع.<br />لم يكن هذا الملعب مجرد مشروع رياضي، بل كان جزءًا من مشهد أوسع يعكس روح العمل والإنجاز التي أصبحت سمة المملكة اليوم، وبينما كنت أتابع سير العمل، وجدتني أستحضر ما يجري في الرياض، والدرعية، والعلا، ونيوم، والبحر الأحمر، وعسير، حيث تشهد المملكة تحولًا استثنائيًا يعيد رسم ملامح المستقبل.<br />ما رأيته في هذا المشروع ليس سوى انعكاس لما يحدث في كل مناطق المملكة، إذ تتحول الطموحات إلى واقع ملموس، والخطط إلى إنجازات، هذه المشاريع ليست مجرد منشآت أو استثمارات، بل شواهد على رؤية طموحة تسابق الزمن لتضع المملكة في مصاف الدول الأكثر تقدمًا وتأثيرًا، وكما أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – فإن السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، وما نشهده اليوم من مشاريع عملاقة هو خير برهان على ذلك.<br />ومثلما تتحول مدن المملكة كافة، فإن العاصمة الرياض تشهد تحولات كبرى تعيد رسم ملامحها، فمن مشروع المربع الجديد، والقدية، وحديقة الملك سلمان، والمسار الرياضي، ومترو الرياض، والرياض آرت، والرياض الخضراء، إلى مشاريع تعزز مكانتها كإحدى أكثر مدن العالم تطورًا واستدامة، هذه المشاريع لا تعيد تشكيل البنية التحتية فحسب، بل تسهم في تحسين جودة الحياة، وجعل الرياض مركزًا عالميًا للأعمال والثقافة والترفيه.<br />وفي الساحل الغربي، يرتسم مشهد جديد للسياحة في مشاريع مثل البحر الأحمر وأمالا، حيث تتناغم الفخامة مع الاستدامة البيئية، فيما تُرسم في نيوم ملامح مدينة لا تشبه أي مكان آخر، مدينة تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا لتكون نموذجًا عالميًا للمدن الذكية والمستدامة، أما منطقة عسير، فتشهد نقلة نوعية عبر تطوير منتجعات جبلية ووجهات سياحية تعكس جمال الطبيعة والتنوع الثقافي الذي تزخر به المملكة.<br />كل هذه المشاريع ليست فقط شواهد على التطور العمراني، بل تُشكل محركات اقتصادية كبرى، تخلق آلاف الفرص الوظيفية، وتجذب الاستثمارات، وترسّخ مكانة المملكة كمركز اقتصادي عالمي.<br />وكما تشهد المملكة تحولات نوعية في مختلف المناطق، فإن المنطقة الشرقية ليست استثناءً، بل جزء أصيل من هذا الحراك التنموي، فإلى جانب ملعب أرامكو، الذي سيكون أحد الملاعب الرئيسة لبطولة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034، هناك مشاريع ستغير ملامح المنطقة وتعزز مكانتها الاقتصادية والسياحية، منها مشروع سفن الدمام، ومشروع سفن الخبر، ومشروع ريكسوس، وفندق الريتز كارلتون، ومشروع قلب الخبر، ومشروع داون تاون، ومشروع باي فرونت، والمركز الحضاري بالدمام، وتطوير الواجهة البحرية بالخبر، وتطوير برج المياه في الخبر، وتطوير جزيرة المرجان في الدمام ومشروع القرية العالمية بالدمام ومشروع الافنيوز.<br />وعلى الخليج، ينطلق مشروع «THE RIG.»، الذي يُعد الأول من نوعه عالميًا، حيث يستوحي تصميمه من منصات النفط البحرية، ليقدم تجربة سياحية فريدة تجمع بين المغامرة، والضيافة الفاخرة، والأنشطة المائية المتميزة، مما يجعل المنطقة الشرقية نقطة جذب سياحية عالمية بأسلوب جديد كليًا.<br />ولا يمكن الحديث عن هذه المشاريع التنموية دون الإشارة إلى الدعم الكبير الذي تحظى به المنطقة الشرقية من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة الشرقية، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، نائب رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة الشرقية ورئيس اللجنة التنفيذية، اللذان يقفان خلف هذا الحراك التنموي، مساندين وداعمين لكل ما من شأنه تعزيز مكانة المنطقة الشرقية ودورها الاقتصادي والسياحي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.<br />كل هذه المشاريع ليست إلا انعكاسًا لرؤية 2030، حيث تتقدم المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام، يعتمد على الابتكار والتطوير، وتعزيز جودة الحياة، وترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية في مختلف المجالات.<br />