<br />رمضان، شهر التقوى، وهو فرصة لكثير من الآثمين، أن يوقظوا ضمائرهم المغيبة قسرياً وتطوعاً، وخاصة المتحزبون وأعضاء المجموعات التي تزعم التدين وموالوهم ومؤيدوهم، الذين جعلوا من الدين سلعة للمتاجرة والمكاسب السياسية، ويمارسون سلوكيات نفعية محض دنيوية.<br />وبلغ ببعض مشايخ في تنظيم الإخوان أو مواليه أن يتباروا، في السنوات الماضية، في حزبية مسمومة، للتبرع بفتاوى ضرار خدمة للأحزاب السياسية وتعصباً لها، وتسببوا بهلاك انفس بريئة سوف تعلق برقابهم إلى يوم الدين، مثل فتاويهم التي أصدروها في الحج العام الماضي.<br />وكان ظاهر فتاواهم ديني وباطنها تعصب حزبي مقيت وسم زعاف، استغلتها شركات المافيا، وحسنت للأبرياء مخالفة الأنظمة، فأزهقت أنفس بريئة، سوف تخاصم مشايخ الإخوان «يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ» (المجادلة ـ 18). يوم لا يوجد تنظيم للإخوان ولا مرشد مقدس ولا منابر حزبية «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً» (مريم ـ 95).<br />«أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ» (التوبة ـ 78)، بل يعلمون أن الله يعلم سرهم ونجواهم، وهم يتلون آيات الله، لكن شياطين الحزبية اللعينة تعمى بصائرهم وتجعل الله على قلوبهم أكنة أن يفقهوه. وتبلاهم بشهوة التنظير والاستعراضات الخطابية، والغلو في تقديس الأحزاب وموالاتها وإفناء أعمارهم في سبيلها بل والتخلي عن الوقار والمروءة والانغماس في خطابات صبيانية والفجور في الخصومة والولغ في السباب والشتم وحتى الأعراض وترديد الشائعات، في ضجيج سوقي رخيص يترفع عنه كرام الناس، بينما ينغمس فيه الذين يدعون الدين والتدين والتقوى.<br />وفي عروضهم الليلية المفضوحة بشبكات التواصل الاجتماعي، ينافس مشايخ الإخوان الفاشينستات ومهرجي التيك توك. بل بعضهم يمارس تهريجاً يتجرأ فيه على محرمات الله ويشارك بنشر النميمة والاشاعات بلا رادع من ضمير ولا دين ولا تقوى، ولا يخاف وعيد.<br />*وتر<br />شهر الله، دعوة للنظافة..<br />والصيام جسداً ولساناً..<br />فعلاً وقولاً..<br />تجنب المنتنات..<br />@malanzi3