<br />تفتح التجارب الريادية آفاقا كبيرة أمام الشباب وتمنحهم طاقة ملهمة لتحقيق قفزات نوعية في المستقبل الاقتصادي، وقد وقفت مؤخرا عند سيرة موجزة لرائد الأعمال الكندي جاريت كامب، وترتبط إنجازاته بتأسيس شركة «أوبر» مطلع عام 2009،<br />خلال فترة قصيرة، أصبحت شركة أوبر الناشئة الخاصة الأغلى قيمة على مستوى العالم، وتحولت إلى شركة مساهمة عامة في مايو 2019، ورغم الصعوبات التي واجهتها منذ ذلك الحين، فإنها لا تزال تُعد شركة أحدثت نقلة نوعية في قطاع النقل والمواصلات عالميا.<br />هذه التجربة تؤكد أن باب النشاط الريادي يمكن أن يقود إلى أقصى حدود الممكن، وغير تجربة هذا الرائد الكندي هناك العديد من التجارب التي بدأت بفكرة من الصفر وانطلقت مع الصبر والعزيمة والقراءة الواقعية لمتغيرات وظروف الاقتصاد ما يمكن معه أن ينشط كثير من الوارد في بلادنا في مختلف المجالات التقنية والعلمية والاقتصادية لتقديم مشاريع وأفكار يمكنها أن تحقق تحولات كبيرة في النمو وتطور الاستثمارات.<br />ومن خلال الحاضنات والمؤسسات التي ترعى الأنشطة الريادية كما في الصناديق الاستثمارية والغرف التجارية يمكن تحقيق تقدم كبير في استيعاب الأفكار الاستثمارية لشباب وشابات الوطن في مختلف المناطق بما يسهم في الوصول إلى أفكار متنوعة تتناسب مع تنوع موارد واختلاف بيئات المملكة وفرص الاستثمار فيها بحسب طبيعتها الاقتصادية وبنياتها التحتية، وهناك حاجة ماسة لخطوة أولى شجاعة من أصحاب الأفكار الاستثمارية التي تتناسب مع رؤاهم وإمكاناتهم ومواهبهم.<br />ومن أجل تحقيق قوة في الفكر الاستثماري يمكن لرواد الأعمال التواصل مع جهات مهنية داعمة للفكر الريادي مثل مدرسة مسك لرواد الأعمال التي تقدم «ماستر كلاس» دورات افتراضية حول ريادة الأعمال، تتيح لهم الفرصة لدخول المجال، والتعرف على أهم موضوعات هذا المجال وفهم ومعرفة المفاهيم الأساسية في ريادة الأعمال، وكيفية استخدام أفضل الممارسات لبناء وتوسيع المشروع الريادي، وهي مما يضع القاعدة المطلوبة للانطلاق في الفضاء الاستثماري والاقتصادي ويعزز من حضور رواد الأعمال كشركاء في التنمية على المدى البعيد، ولعل تجربة الكندي جاريت كامب جديرة بأن تؤكد أهمية وقيمة المشاريع الريادية التي يمكنها أن تصنع الفارق الاستثماري وأن تحقق قفزات واسعة في الواقع الاقتصادي بما يضيف للناتج المحلي الإجمالي وللريادي نفسه.<br />@MesharyMarshad