<br />@Moha08kh<br /><br />العادة الخامسة من كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فاعلية" لستيفن كوفي و هي "افهم أولاً.. ليفهمك الآخرين "، إن التواصل يشكل جانباً بالغ الأهمية، فالأصل في التواصل محاولة فهم وجهة نظر الشخص الآخر قبل التعبير عن وجهة نظرك. لكن هذه العادة غائبة عن الكثير أو لا نرى تطبيقها على أرض الواقع بشكل كبير. يقول الدكتور البرتغالي كاري كابرال " هناك أربعة أشكال للتواصل: التحدث والاستماع والقراءة والكتابة". و لو تأملنا كل ما تعلمناه إلى الآن سنلاحظ أننا تعلمنا الكثير حول التحدث و القراءة و الكتابة و بشكل أقل تعلمنا حول الاستماع.<br /><br />يوضح ستيفن كوفي بأن معظم الناس يميلون إلى الاستماع بهدف الرد وليس بهدف الفهم، مما يؤدي إلى سوء التواصل .<br /><br />ماذا نستفيد من تعلم هذه العادة؟أولاً:<br /><br />سنتعرف على مشاعر وأفكار شريك حياتنا أو صديقنا أو زميلنا في العمل بشكل أعمق.<br /><br />ثانيًا :حتى و إن لم نكن متفقين مع الطرف الآخر فإن الاختلاف سيكون وقعه أهون عليه بسبب اهتمامنا بحديثه و استماعنا إليه بشكل عميق، سيظهر له أننا نقدره على ما هو عليه وما يؤمن به.<br /><br />ثالثاً : ستسهل مهمة الوصول إلى حل وسطي مقنع بعد انتهاء حديثه و عدم الاتفاق معه بالشكل المناسب.<br /><br />رابعًا : بمجرد بذلنا الجهد وإظهار تفهمنا، يؤدي هذا بشكل طبيعي إلى بذل الشخص الآخر جهده لفهم وجهة نظرنا كذلك.<br /><br />هذا المبدأ قيم بشكل خاص في حل النزاعات وبناء العلاقات وتعزيز التواصل الفعال في كل الحوارات الشخصية أو حتى المهنية و يحول التركيز من التواصل "المتمركز حول الذات" إلى التعاون "المتمركز حول الجميع".<br /><br />مثال عملي على هذه العادة:<br /><br />الموقف: محسن و زميله علاء يعملان على مشروع مشترك. حيث يعتقد محسن أن فكرته هي الأفضل للمشروع، بينما علاء لديه وجهة نظر مختلفة. بدلاً من أن يحاول حسن إقناع علي بفكرته على الفور، يقرر تطبيق العادة الخامسة.<br /><br />التطبيق:<br /><br />1. اسعَ أولاً إلى أن تفهم:<br /><br />- محسن يستمع لسارة بتركيز دون مقاطعة علاء .<br /><br />- محسن يسأل أسئلة ليتأكد من فهمه لوجهة نظره، مثل: "هل يمكنك أن تشرح لي أكثر عن فكرتك؟"<br /><br />- يعكس محسن ما سمعه منه ليتأكد من فهمه الصحيح، قائلاً: "إذا فهمتك بشكل صحيح.<br /><br />- بعد أن يفهم محسن وجهة نظر علاء بشكل كامل، يبدأ في شرح وجهة نظره هو. وهنا يطبق محسن الجزء الثاني من العادة الخامسة ( ثم اسعَ إلى أن تُفهم).<br /><br />- ويكمل أنا "أتفهم قلقك، وأنا أقترح أن ندمج بين فكرتك وفكرتي لتحقيق أفضل نتيجة. ما رأيك؟" - بهذه الطريقة ، يشعر كلاهما بأنهما مسموعان و بأن رأي كل منهما مهم لدى الآخر ، مما يعزز التعاون ويؤدي إلى حل أفضل .<br /><br />النتيجة: بفضل تطبيق العادة الخامسة، تجنب محسن و علاء الصراع غير الضروري وتمكنا من الوصول إلى حل مبتكر يرضي الطرفين. هذا المثال يوضح كيف أن الاستماع الفعّال والتعبير الواضح يمكن أن يحسّن التواصل ويقوي العلاقات.<br /><br />* ومضة :<br /><br />" الأمل موجود دائماً "<br /><br />الحياة مثل السماء حتى في الظلام الدامس، تظل النجوم موجودة ، كل ما تحتاجه هو أن تنظر للأعلى.