<br />على ضفاف نهر الأمل يتأمل القمر نسمات الهواء الهادئة، وأتت الصحة تمسك كيسًا لتضع فيها مجموعةً من الأدوية بعدما تناثرت الرسائل حين قدومها.<br />توجه القمر لشهر رمضان، وأخبره بما رأى، فتعجب من ذلك، فذهب مع الصيام إلى منزل الصحة، وفتح الحزن لهما الباب، ووجدا الصحة بين الأوراق دامعة العينين، فقرأ الصيام السطور ليرى خط الألم الواضح، ويتحدث عن معاناة بعض الناس الذين يتناولون أدوية الأمراض المزمنة، ولأنه يرافقهم فيعرف ما يشعرون به، ويكتب ما يعانونه، وأكملت الصحة أنها تأخذها بنفسها إلى نهر الأمل، وتعود إليه كل ليلة لتأخذها منه، ولكن بعض الرسائل لا تتلقى جوابًا.<br />غادر شهر رمضان مع الصيام متوجهين إلى منزل الألم، واستقبلهما بعكازه ببسمةٍ تتحدى الحياة، وأخبرهما عن معايشته لأصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدًا أنه يبقى معهم طيلة العام، ولكنه يعتكف معهم عند تغير الجو، وخلال شهر رمضان، ومع الصيام الذي يتطلب توقف الطعام، والشراب حتى أذان المغرب فهذا يجعل وقت شربهم للدواء متأخرًا، أو متقلصًا، وهذا ما يكسر قلبه تجاههم، فبعضهم يجلس بلا عمل ليخف الألم، ولكن بعضهم يتحملون المرض، فيعملون في العمل، والمنزل، وأشاد بمن يقومون بذلك، ولكن الصحة تعارض فعلهم هذا.<br />وجد شهر رمضان أصحاب كلمات الألم يعملون في المنزل، والعمل، وبعض الناس يتظاهرون بالمرض حتى يرغموا الآخرين على العمل بدلًا منهم، ورغم أن بعضًا منهم يستلقي ليستريح، ولكن بعضهم يخفي مشاعره ليكمل حياته، وكانت السخرية بكلماتها اللاذعة تضع الليمون على جرح الألم في داخله.<br />عندما اقترب الفجر استعد هؤلاء الناس ليومٍ جديد، وكتب شهر رمضان سطورًا روحانية وزعتها الصحة مع الأدوية، وكان يدعو لهؤلاء المرضى مع بعض الكلمات الطيبة لتجبر بخاطرهم بكلمة شكر، وامتنان ضد ما يواجهونه.<br />@bayian03