<br />في عمر مبكر من حياته أطلق الفنان فهد الربيق أعماله الأولى على نحو ملفت تلقتها رعاية الشباب منذ 1977 لتقدمها في معارضها المحلية أو مشاركاتها الخارجية في الكويت والسويد والنرويج وسوريا وغيرها. كان حينها طالبا في معهد التربية الذي تخرج منه عام 1979 ليعمل معلما للتربية الفنية ومتعاونا مع التلفزيون في رسم الجداريات وتصميمها لبعض البرامج.<br />في معهد التربية الفنية وجد الدعم والتشجيع فقد كان متوقد الذهن ساعيا الى الاطلاع والمعرفة الفنية وحريصا على تجويد أدائه وعمله الفني، كان حينها يعيش بين أسماء فنية معروفة مثل محمد السليم وسعد العبيد وغيرهما من فناني الرياض. كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد أطلقت نشاطاتها ومعارضها وبالمثل جمعية الثقافة والفنون التي شارك في معرضها الأول عام 1978.<br />كان الترحيب بالفنان ورعاية موهبته محط اهتمام المسئولين الذي رعوا معارضه المبكرة أو نظموا له معارض خارج المملكة كالذي أقيم له في تونس أو المغرب. كان الفنان الربيق طلق التعبير عن بيئته ومكانه وجوانب أو مظاهر اجتماعية مختلفة رسم الاسرة وبعض الأماكن القديمة كما ظهرت في أعماله المبكرة المنازل والأزقة القديمة وتناول الأواني والأدوات التي رسمها تعبيرا عن ارتباط بالماضي وببعض المظاهر الحياتية القديمة والموروثة. رسم الخيول والفروسية، كما رسم الموناليزا وفق تصوره الخاص وألبسها حسه ورؤيته الفنية. في العام 1985 انضم إلى جماعة أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي وكان عضوا فاعلا وملفتا بمجموع أعماله التي ينوعها بين بعض المعارض التي كانت تقيمها الجماعة في دول الخليج أو مصر وبعض البلدان العربية أو العروض الأوروبية والأمريكية.<br />يتواصل بحثه الفني وهو يرسم علاقات بعض العناصر أو إحالات رمزية كما في بعض اختياراته للمرأة والحصان في تلك الفترة جرب على معطيات الانزياح وتوظيف المادة أو التقنية التي تمنح نتيجة عفوية متدفقة يؤكدها لتحقيق شخصيته الفنية تمثل هذه المرحلة تحولا في تجربته بعد أن كان أقرب إلى رسم واقع عرفه أو عاشه أو صورة يضيف إليها من حسه ومشاعره كما إحالات رمزية تأكدت في أعمال تالية. جرب في مرحلة من حياته الفنية على الحرف وأنجز عددا من الأعمال التي تضمنت تشكيلات حروفية تحولت إضافات إلى عناصره الأثيرية وبنفس الانزياحات التي تحققها مواده أو وسائطه يواصل تعميق العلاقة والارتباط بالأنثى في مجموع أعماله المتلاحقة وهو يصيغها وفق رؤاه الخاصة وأجوائه الفنية المبكرة التي اتضحت فيها شخصيته الفنية أو أسلوبه أو تأثير السيريالية وصياغات بعض روادها المحليين والعالميين، ربما كان مرجع ذلك اهتماماته الأدبية وسعيه إلى ما أراده «قصائد ملونة» كمعرض يمثل تجربة محددة.<br />لفهد الربيق تلويناته الخاصة التي تميزه كما له لمسته الفنية التي تغمرها شاعريته أو نفَسه الأدبي وهو الذي يميل إلى تضمين بعض الأعمال نصوصا أدبية أقرب إلى المقاربات التي تضيف للفنان اهتماما أدبيا أقرب إلى الشعر المنثور نشر بعضه في بعض المطبوعات مصحوبا بأعماله الفنية.<br />يواصل الفنان الربيق حضوره ومتابعته الساحة الفنية، ومكتفيا بمرسمه الخاص الذي يعرض فيه إنتاجه الفني ومن كل مراحله الفنية.<br />aalsoliman@hotmail.com